كلمة صغيرة
التحرير
منذ قيام حكومة الليكود (التجمع الصهيوني المتطرف) ، وهي تستفز مشاعر
الأمة الإسلامية جمعاء، وتستهتر بالرأي العام العالمي كافة، وعلى الرغم من توقيع
اتفاق (أوسلو) وما تبعه من لقاءات أعطت الفلسطينيين ما يسمى بالحكم الذاتي
(الهزيل) ، الذي سبق وأن قلنا إنه مجرد لعبة يهودية كلعبة (الكامب) ولعبة (وادي
عربة) فيما بعد للاستفراد بالدول العربية واحدة واحدة من ناحية، وإدخال العدو في
جسم الأمة من ناحية أخرى، ولإعطائه شرعية يستغل فيها قوى الأمة بعد تعطيل
المقاطعة معه وليقوي اقتصاده على حسابها.
إن بناء مستعمرة (أبو غنيم) ليس سوى استمرار للسياسة الاستيطانية الثابتة
مع مخالفتها لكل الاتفاقات التي وقعها (الليكود) ليقرر في النهاية بهذه المستعمرة
استكمال الحصار وتطويق القدس بسلسلة من المستوطنات بلغت العشر، عزل بها
المدينة المقدسة وأهلها عن باقي أبناء الشعب الفلسطيني، لتصبح القدس العاصمة
الموحدة لهم، ويتعذر معها أي حل سياسي لتقسيمها أو طرحها على طاولة
المفاوضات.
إن الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره عاد بعد بناء تلك المستعمرة إلى
الحجارة؛ ليؤدب يهود ويزرع فيهم الخوف والقلق الذي ينعكس سلباً على واقعهم
الحياتي، وها هي حكومة (نتن ياهو) تترنح، وها هو يطالب بحكومة ائتلافية،
وربما تسقط حكومته بالفعل.
لقد نطق الحجر من جديد في يد شباب فلسطين المسلم الذي وقف ضد إرهاب
الليكود ومن يدعمه، فهل نعين إخواننا في فلسطين بالدعم الحقيقي أم نكون عوناً
لليهود ضد إخواننا بالضرب على أيديهم تحقيقاً لرغبة الصهاينة في إبعاد شباب
الإسلام من المواجهة.