كلمة صغيرة
التناقض الإيراني
إيران بلد إسلامي قامت فيه ثورة تقول إنها إسلامية، هكذا يزعم إعلامها،
وتدعي نصرة المستضعفين، ودستورها يضمن للأقليات غير المسلمة حقوقها
الإنسانية، إلا إنها تقف موقفاً عجيباً غريباً من أهل السنة فيها، فهي تناصبهم
العداء، وتعمل بكل وحشية لاستئصال علمائهم ورموزهم، وتعمل على تهميشهم
وعزلهم عن الحياة، فلا مدارس خاصة بهم سوى المدارس القرآنية المحدودة غير
المعترف بشهاداتها، من أجل أن يضطر أبناؤهم إلى الانخراط في مدارسهم،
ليتحولوا إلى التشيع أو أن يعيشوا كمّاً مهملاً غير معترف به، وهذا ما يريدونه،
لقد وقف علماء السنة مع ثورتهم في بدايتها رغبة في الخروج من ظلم الشاه،
فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار، وتعرض علماء السنة للسجن والتعذيب، ثم
الاغتيال الذي حصد علماء ومفكرين ودعاة، بدعوى أنهم جواسيس ووهابيون
وأعداء للثورة! ! مثل (أحمد مفتي زادة) و (محمد صالح ضيائي) ، و (بهمن
شكوري) .. وغيرهم، ممن قتلوا ظلماً وعدواناً وحقداً، ولا يُستغرب ذلك إذا علمنا
أنه لا يوجد للسنة مسجد واحد في العاصمة (طهران) ، بينما يوجد في جل المدن
الإيرانية دور عبادة لليهود والنصارى وحتى المجوس.
فهل من إنصاف ومناصرة لأهل السنة في (إيران) ، وهل يساوون على الأقل
بتلك الأقليات تحت ظل حكم (الثورة الإسلامية! !) في إيران؟ !
لنا وطيد الأمل بدعم المسلمين لإخوانهم السنة في إيران بكل ما من شأنه رفع
معاناتهم أسوة بغيرهم.
ولعله يتيسر لنا في عدد قادم إن شاء الله كشف الحقائق المتعلقة بمأساة أهل
السنة ومعاناتهم المزمنة تحت مظلة نظام طهران.