الورقة الأخيرة
احذروا الأستاذ شحاته
بقلم:أحمد العويمر
قد يتداعى إلى ذهن القارئ لعنوان هذه الكلمة لأول وهلة أن مضمونها تعريف
أو دعاية (لفيلم كوميدي) أو (مسرحية هزلية) ! مما يلحظه المار بشوارع بعض
العواصم العربية، وإن كان الأمر في الحقيقة ليس كذلك! ، إلا أنه ليس بعيداً عنه
كل البعد؛ فالموضوع يدور حول كشف ظاهرة عجيبة وتوجه أعجب مما يحفل به
الواقع الفكري في إحدى العواصم العربية: (فالأستاذ شحاته) أو على الأصح:
(الشيخ) حسن شحاته رجل غريب الأطوار، متغير التوجهات، ومتناقض الأفكار؛
فهو أصلاً صوفي المشرب، ثم عاد ناقداً لذلك المنهج نقداً سطحيّاً، ثم هو يتبنى
(التوجه الخارجي) بتضليل وتبديع من يُخالف منهجه، حيث يرميهم بالضلال..
فالإسلاميون عموماً من وجهة نظره (خوارج) ! ، ومن يسميهم (الوهابية) ! خوارج، و (شيخ الإسلام ابن تيمية) في (النار) ! ، والصحابة في نظره ليسوا كلهم عدول، بل وصل به الانحراف إلى تكفير الصحابي الجليل «معاوية بن أبي سفيان»
(رضي الله عنه) ! ، وهذا أحد فروع عقيدة الرافضة.
و (الشيخ شحاته) ليس فرداً واحداً، ولكنه نموذج لبعض المشايخ (المستنيرين) ، وقانا الله شرهم.
والمتأمل في هذا النوع من الناس وهذا النمط من التفكير لا يعجزه تحديد هوية
مثل هذا الرجل، فهو في نظري خليط من التصوف والإرجائية والتكفيرية! ! ،
يُخرج من كلٍّ ما يناسب الحال والمقام، ولا أستبعد أنه صنيعة معدة لإشغال الناس
بالقول والرد؛ لأهداف لم تعد مجهولة على أحد، لا سيما إذا عرفنا أن المذكور إمام
مسجد مشهور في عاصمة عربية معروفة، ومع أنه تعرض للنقد من بعض العلماء
والدعاة في ذلك البلد حيث كشفوا حقيقته وأخطاءه الفكرية والعقدية، إلا أن مجلة
(روزا..) اليسارية [*] أجرت معه مؤخراً لقاءً صحفيّاً، وفتحت له المجال لينقد
ويهجو بلا وازع من دين ولا رادع من ضمير، فانظر إلى التنسيق بين (اليمين) ... و (اليسار) ! ! .
والمسلم الحق مطالب برفض هذه المنطلقات المشبوهة التي ديدنها السب
والشتم أو التكفير بلا مسوغ، وهذه التوجهات تؤكد العلاقة الوثيقة بين التصوف
والرفض، وتؤكد أيضاً العلاقة الودية بين الاتجاهات المتباينة، إذا كان ذلك في
سبيل ضرب التيار الإسلامي.
إن هذه الحركات المشبوهة والتوجهات المكشوفة لم تعد تنطلي على أحد سوى
الجهلة وأنصاف المتعلمين، والذي يظهر أن هذا الرجل وأمثاله في الغالب حينما
يطرحون مثل تلك الأفكار المنكرة ربما يطمحون لأهداف يُخطّط لها ولو على
حساب الحق والحقيقة، ولا يُستبعد أن ينال على هذا الغثاء مكسباً ما، ما دام يؤدي
ذلك الدور الذي يقوم به الإعلام الرخيص في إيذاء عباد الله وإشغال الناس بما لا
طائل من ورائه.
إن العزاء لكل مسلم مخلص أن الحق باقٍ ما دامت السموات والأرض،
والباطل سيتلاشى كالزبد؛ يقول الله (تعالى) : [فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا
يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ] [الرعد: 17] .
والله من وراء القصد.