مجله البيان (صفحة 226)

كيف تنحو من العقاب إذا كنت جاسوسا فاسدا؟

الصفحة الأخيرة

كيف تنجو من العقاب إذا كنت

جاسوساً أو فاسداً؟ ! [1]

ربما تستغرب هذا العنوان وتشعر بالدهشة وتستنكر تشجيع الناس على

التجسس والفساد، فهل يصح العفو عن الجاسوس أو إطلاق سراح فاسد الذمة؟ ! ...

الجواب: نعم، إذا كان يضم إلى هاتين الصفتين صفات آخرى لا بد منها ومؤهلات لا يمكن تجاهلها.

أهم المؤهلات التي ترشح الجاسوس خرب الذمة في بلادنا للعفو عنه، أو

إطلاق سراحه أن يكون نصرانياً مثلاً، والنصرانية دين قائم على التسامح!

والكنيسة تخدم لترسيخ هذا المبدأ، فما إن تسمع بأحد (رعاياها) قد وقع في

المصيدة حتى تهب للسعي لتخليصه، ومع أنها لا تتدخل في السياسة (كما تزعم) إلا

أنها تجد من عون السياسيين وأهل السياسة ما يعجب ويطرب!

أما إذا انضم إلى " نصرانية " هذا المجرم كونه يحمل هوية أجنبية - ونعني

بالأجنبية. غير العربية: أوربية أو أمريكية تحديداً - فهذا المؤهل مؤهل ذهبي،

إذ عن طريق التسامح مع حملة هذه الهويات نثبت أشياء كثيرة:

أ - نثبت تحضرنا وبعدنا عن التعصب.

ب - ونثبت عدالتنا التي لا تحابي القريب، وتبطش بالبعيد، بل تدق عنق

القريب، وتقول للغريب: (خلا لك الجو فبيضي واصفري) .

ج- ونثبت أخيراً أننا أهل مصالح رخيصة وقريبة المدى لا أهل مبادئ

نتحمل كل النتائج للدفاع عنها..

أما إذا وقعت في المصيدة لمجرد وشاية من شخص لم تدخل مزاجه (وكنت

مسلماً، لا كنيسة تحنو عليك، ولا هوية أجنبية في جيبك تقيك شر العاديات) فاعلم

أنك ستبقى هناك حيث تندب حظك أنك لم تكن ألمانياً جاسوساً أو إنجليزياً راشياً.

إلى أن يؤوب القارظان كلاهما ... وينشر في القتلى كليب لوائل

هذا إذا بقيت حياً ... ! .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015