منتدى القراء
فايز خالد جنينة
دخلت يوماً مكتب أحد أعضاء هيئة التدريس وذلك يوم أن كنت في الجامعة
لأسأله عن أشياء في المقرر. كان الأستاذ مشغولاً بأمر ما على الهاتف، فأشار لي: بأن أجلس وأنتظره قليلاً، تحول انتباهي كله أثناء ذلك إلى ورقة قد علقها هذا
الأستاذ الفاضل خلفه، كانت مكتوبة باللغة الإنجليزية. وإليكم ملخص ما ذكر في
هذه الورقة:
عشر خطوات عليك أن تتبعها لتكون مثاليًّا في تعاملك مع الآخرين:
1- ابتسم. 2- تكلم بهدوء. 3- أعط متحدثك جل اهتمامك عند تحدثك إليه
أو تحدثه إليك. 4- لا تقاطع محدثك ... إلى آخر هذه التعليمات الجميلة، وأعتذر
إليك أخي الكريم عن عدم تذكري لباقي هذه التعليمات المفيدة.
حقّاً لقد ملكت هذه الورقة على مشاعري، وأعجبتني كثيراً وأنا في ذلك
الموقف، وأحسست أنها ورقة مثالية قد علقها رجلٌ مثالي، ولا يطبقها إلا من كان
مثاليّاً، ولكن هناك أمر آخر نال اهتمامي أكثر وأكثر وأتمنى منك أخي القارئ أن
تشاركني هذا الاهتمام:
لقد تذكرت أن هذه الورقة الرائعة قد كتبها أُناس يتكلمون بلغة غير لغتي
ويدينون بدين غير ديني مع أنني أجد في ديني العظيم دليلاً صحيحاً على كل مبدأ
فيها: فأولها يذكرني بحديث المصطفى: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) .
وثانيها يذكرني بقول الحق (جل علاه) : [وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن
صَوْتِكَ إنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ] [لقمان: 19] .
وثالثها يذكرني بهدي رائع من القدوة الكريم (عليه أفضل الصلاة والتسليم) ،
وهو: أنه كان يلتفت إلى من يحدثه بكامل جسده، وليس بوجهه فحسب، كما ورد
عنه.
ورابعها يذكرني بقوٍل ورد عن أحد الصحابة (رضي الله عنهم أجمعين)
عندما وصف مجالسهم عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (.. وكنا إذا
تكلم منا أحد أنصت له الباقون كأن على رءوسهم الطير) .
وخامسها وسادسها وسابعها ... إلخ.
كانت كلها على هذه الشاكلة أو قريبة منها جدّاً على ما أذكر.
بعد هذا وذاك يدور الآن في خلدي سؤال أظنه في غاية الأهمية، ألم يقل الله
(جل وعلا) : [أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا] [محمد: 24]
إذن أخي الكريم من الذي على قلبه الأقفال؟ أهو الذي يدين بغير دين الله
الذي ارتضاه (سبحانه) ، ولكنه يدعو لرسم نظام حياته منه، مع تمسكه بكفره
وعناده وضلاله، أم الذي دان لهذا الدين الحق الكامل، ولكنه ترك تعاليمه ومبادئه،
واغتر بغيره من الزيغ والضلال..؟ ! !