في دائرة الضوء
فقه الصحابة (رضي الله عنهم)
في الرد على المخالف
بقلم:عبد العزيز آل عبد اللطيف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا
محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فالرد على المخالف والذب عن دين الله (تعالى) من أفضل الجهاد في
سبيل الله، ففي هذا الجهاد إظهار الحق ودحض المفتريات وكشف الشبهات، كما
أن فيه النصح للمسلمين والإشفاق عليهم.
ولما قيل للإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله) : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف
أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه،
وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل [1] .
وقال يحيى بن يحيى النيسابوري (رحمه الله) : الذبّ عن السنة أفضل من
الجهاد في سبيل الله « [2] .
ولما كان الصحابة (رضي الله عنهم) أعمق هذه الأمة علماً، وأكمل معرفة
بالخير والشر، وأتم الناس فقهاً لمراتب الأعمال الصالحة، فلقد كانت لهم الجهود
المباركة والمساعي المحمودة في مجاهدة المبتدعة والدفاع عن السنة، يقول شيخ
الإسلام ابن تيمية:» كان الصحابة (رضي الله عنهم) أعظم إيماناً وجهاداً ممن
بعدهم، لكمال معرفتهم بالخير والشر، وكمال محبتهم للخير وبغضهم للشر؛ لما
علموه من حسن حال الإسلام والإيمان والعمل الصالح، وقبح حال الكفر والمعاصي «إلى أن قال:» وكذلك من دخل مع أهل البدع والفجور، ثم بين الله له الحق
وتاب عليه توبةً نصوحاً، ورزقه الجهاد في سبيل الله، فقد يكون بيانه لحالهم،
وهجره لمساويهم وجهاده لهم أعظم من غيره، قال نعيم بن حماد الخزاعي وكان
شديداً على الجهمية: «أنا شديد عليهم؛ لأني كنت منهم..» [3] .
ومن جهودهم الظاهرة في هذا المجال ما فعله الفاروق عمر (رضي الله عنه)
تجاه صبيغ لمّا خاض في المتشابه حيث ضربه ونفاه.. وحرّق علي (رضي الله
عنه) الغلاة القائلين بإلهيته، وجلد من فضّله على الشيخين أبي بكر وعمر (رضي
الله عنهما) حد المفتري، وردّ عبد الله بن عمر وابن عباس وجابر بن عبد الله
(رضي الله عنهم) على الخوارج والقدرية.. كما حذر عمومُ الصحابة من الابتداع
والإحداث في دين الله (تعالى) .
ومن خلال نظرات يسيرة في تلك الجهود نلمس جملة أمور، منها:
تمام الاتباع وكمال التأسي برسول الله في الردّ على المخالف، ودليل ذلك
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنه «» أن رسول الله-صلى الله
عليه وسلم- خرج ذات يوم، والناس يتكلمون في القدر، فكأنما تفقأ في وجهه حب
الرمان من الغضب، فقال: مالكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من
كان قبلكم، يقول ابن عمرو: فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله-صلى الله
عليه وسلم- لم أشهده بما غبطت بذلك المجلس أني لم أشهده « [4] . تأسى عبد الله
بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، فلما بلغه حال أولئك القدرية النفاة، غضب أشد الغضب، حتى قال الراوي:
حتى وددت أني لم أكن سألته [5] .
ولما أُخبر ابن عباس (رضي الله عنهما) عن رجل يكذب بالقدر، قال:
دلوني عليه وهو يومئذ أعمى فقالوا له: ما تصنع به؟ فقال:» والذي نفسي بيده
لئن استمكنت منه لأعضن أنفه حتى أقطعه، ولئن وقعت رقبته بيدي لأدُقنّها « [6] .
أن الصحابة رضي الله عنهم يَجْمَعُون في ردهم على المخالف بين العلم بالحق
والعمل به، وبين الرحمة بالخلق والإشفاق عليهم، والرد على المخالف لايكون
عملاً صالحًاً مقبولاً إلا إذا أُريد به بيان الحق وإظهاره، ورحمة الخلق وهدايتهم.
فهذا أبو أمامة الباهلي (رضي الله عنه) يقول الحق ويرحم الخلق: فإنه لما
رأي سبعين رأساً من الخوارج وقد جزت تلك الرؤوس ونصبت على درج دمشق،
فقال (رضي الله عنه) إعلاماً بالحق: سبحان الله، ما يصنع الشيطان ببني آدم!
كلاب جهنم، شر قتلى تحت ظل السماء.
ثم قال أبو أمامة لصاحبه: إنك بأرض هم بها كثير، فأعاذك الله منهم، ثم
بكى قائلا: بكيت رحمة لهم حين رأيتهم كانوا من أهل الإسلام [7] .
يتجلى من خلال ردّ الصحابة على المخالف وحدة العقيدة، فقولهم في هذا
الباب قول واحد لفظاً ومعنى، فلا ترى بينهم اختلافاً، وخير مثال على ذلك مارواه
ابن الديلمي قائلا: أتيت أُبَيّ بن كعب، فقلت: أبا المنذر، فإنه وقع في قلبي شيء
من هذا القدر، فحدثني بشيء لعل الله أن يذهبه عني، فقال: إن الله (عز وجل) لو
عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته
خيراً لهم من أعمالهم، لوكان لك مثل جبل أحد ذهباً أنفقته في سبيل الله، ما قبله
الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم
يكن ليصيبك، وإنك إن مت على غير هذا دخلت النار، ولاعليك أن تأتي عبد الله
بن مسعود فتسأله، فأتيت عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) فسألته، فقال مثل
ذلك، ثم قال ابن مسعود: ولا عليك أن تأتي أخي حذيفة بن اليمان فتسأله، فأتيت
حذيفة بن اليمان (رضي الله عنه) فسألته، فقال مثل ذلك، قال: فَأْتِ زيد بن ثابت، فأتيت زيد بن ثابت، فقال مثل ذلك [8] .
يظهر في ردود الصحابة (رضي الله عنهم) على المخالفين عمق علم الصحابة، فيقول الصحابي الكلمة أو الكلمتين التي تتضمن أنواعاً من الفوائد والعلوم، وترى
في ردهم شمولية واعتدالاً في الرد فعندما يقول الفاروق عمر (رضي الله عنه) عن
النصارى:» أهينوهم، ولاتظلموهم؛ فلقد سبوا الله مسبة ما سّبه إياها أحد من
البشر « [9] .
فقول عمر:» أهينوهم «: من مقتضى البراءة من الكافرين، كما قال
(تعالى) : [يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء] [المائدة: 51]
فحق الكفار العداوة والبغضاء حتى يؤمنوا بالله وحده، وأن نُهِينَهُم حيث أهانهم الله
تعالى، ومن يهن الله فماله من مكرم، ولذا قال عمر (رضي الله عنه) لا أكرمهم إذ
أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أُدْنِيهِم إذ أقصاهم الله [10] .
وأما قول عمر: ولا تظلموهم، فهذا مقتضى العدل والإقساط معهم، كما قال
(سبحانه) : [لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ
أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ] [الممتحنة: 8] .
ففرّق عمر (رضي الله عنه) بين حسن المعاملة مع الكفار وبغض الكفار
والبراءة منهم، فلا يصح الخلط بين الأمرين، فَيُجْعَلََ العَدْلُ والإقساط مع الكفار
محبة وموالاة للكفار، كما لا يصح أن يُجْعَلَ بغضهم وعداوتهم ظلماً وتعدياً [11] .
يتبين في ردود الصحابة على المخالفين: حدة أذهانهم ودقة أفهامهم، ومما
يوضح ذلك أن عطاء بن يسار لمّا سأل أبا سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن
الحرورية، فقال عطاء: هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكرهم،
فقال أبو سعيد: لا أدري مَنْ الحرورية، ولكني سمعت رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- يقول: يخرج في هذه الأمة ولم يقل منها قوم تحقرون صلاتكم مع
صلاتهم ... الحديث [12] .
» قال المازري: هذا من أول الدلائل على سعة علم الصحابة (رضي الله
عنهم) ودقيق نظرهم، وتحريرهم الألفاظ، وفرقهم بين مدلولاتها الخفية؛ لأن لفظة
«مِنْ» تقتضي كونهم من الأمة لا كفاراً، بخلاف «في..» [13] .
يقرر الصحابة (رضي الله عنهم) في ردهم على المخالفين والمبتدعين صلة
هذه البدع بالملل والديانات السابقة، مما يدل على سعة علمهم، وغزارة معرفتهم،
وبُعْد أُفُقِهم، ومن ذلك: مقالة ابن عباس (رضي الله عنهما) : «اتقوا هذا الإرجاء، فإنه شعبة من النصرانية» [14] . ولاغرابة في ارتباط تلك البدع بالملل الأخرى، فإن الأفكار لا تموت، ولكل قوم وارث، وأما توجيه هذا الارتباط بين النصرانية
والإرجاء، الذي أشارت إليه مقالة ابن عباس فيبدو والله أعلم أن من القواسم
المشتركة بين الطائفتين أن النصارى زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه، كما ادعى
المرجئة لأنفسهم وكذا جميع الفساق والعصاة أنهم مؤمنون كاملو الإيمان، كما يغلب
على النصارى التفريط والتقصير، فلايرون شيئاً حراماً ولانجساً، ويأكلون
الخبائث [15] ، وشابههم المرجئة في هذا التفريط فضيعوا الواجبات وانتهكوا
المحرمات.
وقد ورث سعيد بن جبير (رحمه الله) هذا العمق وسعة الأفق من شيخه ابن
عباس رضي الله عنهما، فقال سعيد: «المرجئة مثل الصابئة..» [16] .
وقد حفلت مرويات الصحابة (رضي الله عنهم) وسيرهم بأنواع من الحوارات
الهادفة والردود القوية تجاه المخالفين، نكتفي بمثال واحد مع التعليق عليه:
عن عمرو بن سلمة الهمداني، قال: كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود
(رضي الله عنه) قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو
موسى الأشعري، فقال: أَخَرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟ قلنا: لا، فجلس معنا
حتى خرج، فلما خرج قمنا إليه جميعاً، فقال له أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن،
إني رأيت في المسجد آنفاً أمراً أنكرته، ولم أر والحمد لله إلا خيراً، قال: فما هو، قال: إن عشت ستراه، قال: رأيت في المسجد قوماً حلقاً جلوساً، ينتظرون
الصلاة في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى، فيقول: كبروا مئة، فيكبرون مئة، فيقول: هللوا مئة، فيهللون مئة، ويقول: سبحوا مئة، فيسبحون مئة، قال:
فماذا قلت لهم؟ ، قال: ما قلت لهم شيئاً انتظاراً لرأيك، قال: أفلا تأمرهم أن
يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم ألا يضيع من حسناتهم شيء؟ ثم مضى ومضينا معه، حتى أتى حلْقة من تلك الحِلق، فوقف عليهم، فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصى نَعُدّ به التكبير والتهليل والتسبيح، قال: فعدوا
سيئاتكم؛ فأنا ضامن ألا يضيع من حسناتكم شيء، وَيْحَكم يا أمة محمد! ماأسرع
هلكتَكم، هؤلاء صحابة نبيكم متوافرون، وهذه ثيابه لم تَبْلَ، وآنيته لم تكسر،
والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد، أو مفتتحو باب ضلالة؟ ! قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن
يصيبه، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثنا: أن قوماً يقرؤون القرآن
لايجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، وأيم الله لعل
أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة: فرأينا عامة أولئك الِحلق يطاعوننا يوم النهروان مع
الخوارج [17] .
لقد تضمن هذا الأثر فوائد عديدة ودروساً مفيدة، فنذكر بعضاً
منها [18] :
1- ضرورة الرجوع إلى فهم الصحابة (رضي الله عنهم) للنصوص الشرعية، والاستعانة بتفسير الصحابة للسنة النبوية.
فالصحابة (رضي الله عنهم) شهدوا تنزيل القرآن، وعرفوا خاصّه وعامّه،
وهم أعلم الأمة بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسيرته ومقاصده [19] .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «ومعلوم أن كل من سلك إلى الله (عز وجل)
علماً وعملاً بطريق ليست مشروعة موافقة للكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة
وأئمتها، فلا بد أن يقع في بدعة قولية أو عملية، فإن السائر إذا سار على غير
الطريق المَهْيَع فلا بد أن يسلك بنيات الطريق» [20] .
2- أن الإعراض عن فقه الصحابة لنصوص الوحيين من أسباب الزيغ
والضلال، وهذا ما أشار إليه ابن مسعود (رضي الله عنه) بقوله: «والذي نفسي
بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد، أَوَ مفتتحو باب ضلالة؟ !» ،
وصدق ابن مسعود (رضي الله عنه) ، وصحت فراسته، فقد آل الأمر بهؤلاء: إلى
أن سلكوا طريق الخوارج الضالين، قال (تعالى) : [قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ
أَعْمَالاً * الَذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً]
[الكهف: 103، 104] .
3- أن البدع والانحرافات تبدأ شيئاً فشيئاً،، فأول ما تكون شبراً ثم تصير
ذراعاً، ثم تؤول إلى أميال وفراسخ، فبداية هؤلاء: الإعراض عن سنة التسبيح
بالأنامل، والاشتغال بالذكر بطريقة مبتدعة.. إلى أن انتهى بهم الأمر إلى الخروج
عن جماعة المسلمين وقتال أهل الإسلام.
وقد أشار الإمام مجاهد (رحمه الله) إلى تدرج البدع، وأنها طريق إلى الشرك، فقال: «يبدؤون جهمية، ثم يكونون قدرية، ثم يصيرون مجوساً [21] » .
ويقول ابن تيمية في هذا المقام:
«ولهذا كان الرفض أعظم أبواب النفاق والزندقة، فإنه يكون الرجل واقفاً،
ثم يصير مُفَضّلاً، ثم يصير سبّاباً، ثم يصير غالياً، ثم يصير جاحداً
معطّلا [22] » .
4- أن النية الحسنة وإرادة الخير لاتكفي وحدها، كما قال ابن مسعود: «
وكم من مريد للخير لن يصيبه» ، فيتعين الاتباع للسنة وموافقة الصواب، فليس
العبرة بالإكثار من العبادة دون اتباع وسنة، ولذا قال ابن مسعود أيضاً: «اقتصاد
في سنة خير من اجتهاد في بدعة» [23] .
5- أن ثمة تلازم بين مخالفة الحق ووقوع العداوة والبغضاء، فإن الخوارج
وكذا أهل الأهواء عموماً لما أعرضوا عن السنة وفقه الصحابة فهموا القرآن حسب
أهوائهم وقد أدى بهم ذلك إلى أن جعلوا القرآن عضين، فآمنوا ببعض الكتاب،
وكفروا ببعضه، مما أوجب العداوة والبغضاء فيما بينهم، وفي المقابل؛ فإنه لمّا
آمن الصحابة ومن تبعهم بإحسان بجميع النصوص الشرعية: أورثهم ذلك اجتماعاً
واتفاقاً؛ قال (تعالى) : [وَمِنَ الَذِينَ قَالُوا إنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظاً مِّمَّا
ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ] [المائدة: 14] .
يقول ابن تيمية في بيان معنى هذه الآية: «فأخبر أن نسيانهم حظًّاً مما ذكروا
به وهو ترك العمل ببعض ما أمروا به كان سبباً لإغراء العداوة والبغضاء بينهم،
وهكذا هو الواقع في أهل ملتنا مثلما نجده بين الطوائف المتنازعة في أصول دينها
وكثير من فروعه» [24] .
وفي ختام هذه المقالة: أسأل الله (تعالى) أن يرزقنا الفقه في الدين، وأن
يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين، وبالله التوفيق.