مجله البيان (صفحة 2050)

نص شعري

أنّةُ شوق..

شعرمحمد إدريس

رُبّمَا الصمتُ مُناجاةُ غريبٍ وحبيبٍ لحبيبْ

أخْرَسَالبَيْنُ [1] صداها، فتوارتْفي الفُؤَادْ

رُبّمَا الشوقُ جِرَاحاتٌ تَنَزّى في الحنايا

أوْهتِ الروحَ، فراحتْ تَتَلظّى في البِقادْ

لا تَلُمْني يا خليّ البَالِ تَلْهُو سَادِراً

إن بَدَت مني دموعٌ، وشُرودٌ في ازْدِيادْ

يَا حَمَاكَ اللهُ من وَطْءِ النوَى يا هانئا

أنت لم تُكوَ بظُلْمٍ واغترابٍ واضطهادْ

كلما الدّيْجورُ [2] أرخى ذَيْلَه عَبْر َالمدَى

وَدَرَارِيه [3] تهاوتْ نالها طول السّهادْ

لم أجدْ في غُرْبَتِي من غير ربّى مُؤنساً

فاتخذتُ لذّكر َخِلاّ وسَمِيراً في العِبَادْ

رُبّ آيٍ مِن كَلامِ اللهِ تَسْرِي بَلْسماً

في ثَنَايَا خَلَجاتٍ هَدّهَا الياًسُ صَوَادٍْ

بَعَثَت فيها انْعِتاقاً ورَبِيا أمَلاً

كالْحيَا بالخَيْرِ يُهْمي [4] مُتْرِعا غُبْرَالوِهَاد [5]

فانْتَشَتْ مِن بَعْدِ هَمّ وقنوطٍ هَزّهَا

وانْثَنَتْ تَهْزَأُ بالضُرّ وَجَذْلَى [6] ، في اعْتِدَادْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015