نصوص شعرية
د. ظافر بن علي القرني
هي في الحقيقة، نزهة الشيطان ... مزجت دم الإنسان بالشطّانِ
أقبلت في موج المحيط وإن يكن ... برداً فقلبك ثابت الغليانِ
هو جذوة أعيا المحيط لهيبها ... لهب ولكن ليس كالنيرانِ
من حرها هجر الطيور سماءها ... وتجنبتها أمة الحيتانِ
فتدحرجت في الشط تحرق كل ... من تدنو إليه ويا عذاب الداني
هي لم تفرق بين من عصفت بهم ... فالناس والحيوان كالعيدانِ
ما هكذا شأن الكشوف وشأن ... من يسمو بها بل ذاك شأن الجاني
ما كنت ثمة فاتحاً بل كنت ... ثم مدمراً لعشيرة وكيانِ
أَوَ ما قتلت رجالها ونساءها ... وعبثت بالفتيات والغلمان
وكتبت ما فعلت يداك مفاخراً ... وكأنه نصر لكل زمانِ
هذا الذي صدح الأنام باسمه ... ورأوه رمز تطلع وتفانِ
كهل تمرس في العلوم جميعها ... متولياً إرث الكيان الفاني
حتى إذا عبر المحيط بصحبه ... مزج العلوم بخفة الصبيان
همجية لا زال يلحق زخمها ... بالآخرين بأبعد الأوطان
ونتاجها مازال كل رذيلةٍ ... تأتي على الإنسان في الإنسان
أمم يسمون الهوى حرية ... ومهارة ويمجدون الزاني
المفسدون إذا تكشف أمرهم ... عبروا البلاد بفرحةٍ وآمان
والمجرمون إذا دنوا لعدالةٍ ... عدلت إليهم كفة الميزان
ويبررون فعالهم وإذا الذي ... عبثوا به يصغي بكل حنان
فيسرحون كما أتوا بمهابةٍ ... تدعو ذوي الإحسانِ للطغيانِ
وتزيد من حفظ الأمان مذلةً ... والناس عصياناً على العصيانِ
حرية الخوف التي يَحيونها ... فكر يُحار به ذوو الأذهانِ
الكل يرعد من سفاهة طائش ... تأتي على سنواته بثوان
والكل يوقن أن كل الأرض إلا ... أرضه في الرعب والتيهانِ
أكذوبة جبلوا على تصديقها ... يتبجحون بها بكل مكان
أو من تعج بلاده في مشكلٍ ... يقوى على ضبط المكان الثانيني