الملف الأدبي (نصوص شعرية)
قلق المنطلق
مشتاق شبير حسين
خيولك حيرى اعِتلاها القلق! ... تُفتّشُ في الكونِ عنْ مُنْطَلقْ
وترقبُ في لهفةٍ فَارساً ... غُبارُ جحافِلِهِ لا يُشَقْ
فأسدلْ على الجبنِ سِترَ الوغِى ... وفَجّرْ وراءَ الظلامِ الفلَقْ!
وَسِرْ في مراقي الكمالِ وما الكمالُ ... لِمَنْ نامَ أو مَنْ فَسَقْ
بوارقُ نصرك أحرقتها ... ومازلتَ بعدُ تخافُ الغرق! !
ولم أر مثلك من سَيّد ... عتيقٌ ويرضى بأن يُسْترقْ!
وتُهزمُ علماً بفَرِقْ تَسُدْ ... فما زادنا العلمُ إلا فِرَقْ!
سماؤكَ مِنْ نَصْرِها قَلَمٌ ... وأرضُكِ مِنْ عصر مَجْدِكَ رَقْ
يَراعي قتيلٌ يسيلُ دماً ... تخثر فاسْودّ نطعُ الوَرَقْ
تموتُ القصائدُ في مَهْدِها ... وينعمُ بالعيش مِنيّ الأرقْ
سوايَ بأشعارهِ عاشقٌ ... يَجُرّ القوافي إلى مَنْ عَشِقْ
سوايَ رهينٌ لأفكارهِ ... وأفكارُ شعري تجوبُ الأفقْ
أتتك القصائدُ منقادةً ... إليكِ معَ الشوقِ عبرَ الطّرُقْ
ألستِ أيا أُمّتِي مُنجِباً؟ ! ... ومنجبةُ العِزّ ليستْ تُعَقْ!
عجبتُ ببدر نفاهُ الدّجى ... وَفَجْرٍ أَسِير بسجْنِ الغَسَقْ
وشمس تُقَتّل في مَغْرِب ... فيزهُو بثوبِ الدّماءِ الشَفَقْ!
هناك وراءَ المدى قوّةٌ ... ستَزْحَفُ نحو قلاعِ الرّهَقْ
فيرجعُ للكونِ حَقٌ مضى ... ويحيا بِعِزتِهِ من مُحِقْ
وفي ذاك ما حدثتني الرّؤى ... وما خان سَمعي ولم يَسترقْ
أتانا بذاك الكِتَابُ هُدَىً ... وعن ربنا قاله من صَدَقْ
وينطِقُهُ الكونُ إلا الجَمَادُ ... لو أمّتي اسْتَنْطَقتهُ نَطَقْ!