المسلمون والعالم
قراءة في الانتخابات البلدية التركية الأخيرة
د. عبد الله عمر سلطان
بعد أيام من ظهور نتائج الانتخابات البلدية في تركيا، التي انتهت بتقدم
ملموس لحزب الرفاه ذي التوجه الإسلامي، زار وزير خارجية الكيان الصهيوني «
شمعون بيريز» تركيا والتقى برئيسة الوزراء «تشيلر» ، وأجرى مباحثات
تركزت على إحياء محور التعاون بين الدولتين في مجالات متعددة وصفتها المحللة
الأمريكية «كاثي دافيس» بأنها ستغير من ملامح المنطقة إذا وجدت طريقها إلى
التنفيذ، حيث إنها ترمي فعلاً إلى قيام كيان شرق أوسطي فاعل، يرتكز على
التكامل بين الدولة اليهودية وأقدم حكومة علمانية في المنطقة، وبخاصة أن الزيارة
جاءت بعد اهتزاز الثقة في قدرة النظام العلماني في أنقرة على الاستمرار كنموذج
أمثل لبقية الكيانات العلمانية التي تتفاوض مع «إسرائيل» .
لقد قررت الصهيونية ممثلة في رمزها الفكري/السياسي «شمعون بيريز»
القيام بخطوة أكثر جسارة، حينما سارع إلى زيارة أنقرة عارضاً عليها ملامح
مشروعه «الشرق أوسطي» ، الذي طرحه بالتفصيل في كتابه الأخير، وركز
خلال هذا الطرح على أهمية وجود ركائز مشتركة بين «إسرائيل» قطب الرحى
في المعادلة، والنظم والكيانات السياسية المرتبطة والمندمجة معها «حضارياً» ،
وهذا الشرط الحضاري يقتضي وجود حد أدنى من التبعية للغرب والولاء لنظامه
السياسي العلماني، هذا النظام الذي تُعتبر تركيا أبرز وأقدم وأقسى أمثلته الراهنة.
خطان متقابلان:
إن خط الصهيونية مع تركيا قديم، ويمتد إلى ما قبل وجود كيان الصهاينة في
فلسطين، ففي الذهن الصهيوني هناك مثالان متقابلان لتركيا، أحدهما مثله السلطان
عبد الحميد الذي رفض «التطبيع» مع مشروع هرتزل الصهيوني الذي كان يمثل
مخرجاً «واقعياً» لمحنة السلطان والدولة المريضة في حالة موافقته على مشروع
الاغتصاب لأرض فلسطين ... ، وتلك تجربة لا ينساها الصهاينة أبداً لرمز الخلافة
الإسلامية التي شمخت رغم ضعفها، ورفعت جبينها والمهالك تسن أنيابها وأظافرها
لتقتلعها وتزيلها من الوجود ... ، أما الصورة الأخرى لتركيا فهي التي يسارع «
بيريز» وأي صهيوني آخر لمد الجسور معها والتحالف والتعاون مع القائمين عليها، وتلك هي تركيا العلمانية الأتاتوركية التي كانت دوماً بمثابة النافذة التي يتسلل منها
المشروع الصهيوني إلى المنطقة، ومنذ وقت طويل ... ، لذا فإن زيارة «بيريز»
وكلامه أمام الأقلية اليهودية التركية عن تعاون عسكري وأمني واستراتيجي مع
تركيا العلمانية «البعيدة عن التعصب» يؤخذ في إطار المحور الذي شهد تحسناً
كبيراً في الآونة الأخيرة حيث تعد النخب العلمانية التركية جماهيرها لمرحلة «
شرق أوسطية» يكون لليهود والأتراك العلمانيين قصب السبق والريادة فيها،
خصوصاً في ظل خصوصية العلاقة مع الغرب وأمريكا بالذات.
وفي كلام معلق الإذاعة الإسرائيلية تلخيص لخصوصية العلاقة بين العلمانية
الطورانية والصهيونية البشعة، حيث يقول: ظلت تركيا الرئة الوحيدة التي نتنفس
من خلالها في المنطقة، وظل النظام الحاكم في أنقرة صديقاً وحيداً لإسرائيل منذ
البداية انطلاقاً من علمانيته الصادقة، وتحالفه الجدي مع المشروع الإسرائيلي
التقدمي، لذا فإسرائيل تشعر بالقلق حتماً من تنامي التيار الأصولي في هذا المركز
الاستراتيجي المهم، وهي مستعدة للدخول في شراكة حقيقية للحفاظ على مكتسبات
سبعة عقود من التجربة الأتاتوركية.
الأواني المستطرقة:
فوز حزب الرفاه بنسبة 6. 18 % من الأصوات والحصول على المناصب
البلدية في ست مدن كبرى و 22 بلدية في مراكز الولايات و 92 بلدية من بلديات
الأقضية و 203 بلدية من بلديات البلدات، مؤشر على تنامي العاطفة الإسلامية
لدى الشعب التركي، وصعود التيار الإسلامي ممثلاً في هذا الحزب في بلد مورست
فيه العلمانية بقوة الحديد والنار ولأطول فترة في عالمنا الإسلامي، فتجربة تركيا
العلمانية هي الأقوى، وهي الأكثر خبثاً وتلوناً وثقلاً فهي تجربة بدأت عام 1923 م
على يد الهالك «كمال أتاتورك» الذي أتى بمشروع تغريبي إلحادي متكامل يبدأ
باللغة وينتهي بلباس الرأس مروراً بالقوانين والأنظمة والتهميش القسري لهوية
تركيا المسلمة.
لقد تدخلت الآلة العسكرية الثقيلة ثلاث مرات على مدى سبعة عقود كلما
شعرت أن «مبادىء أتاتورك» ومشروع العلمنة التركي في خطر: حدث هذا عام
1960 م حينما أعدم العسكر الهمج «عدنان مندريس» الذي كانت جريمته عودة
الأذان باللغة العربية بعد أن حُرم المسلمون من صوت «الله أكبر» لأربعين عاماً
ثم ما لبثوا أن خرجوا من ثكناتهم مرة أخرى عام 1971 م بعد أن تعرض حزب
الشعب الذي أسسه «أتاتورك» لنكسة انتخابية، أما في انقلاب «كنعان أفرين»
الأخير عام 1980 م، فالسبب كان أكثر إلحاحاً، بعد أن جاءت تحركات شعبية
بالهوية الإسلامية وأعادتها إلى الواجهة والمناقشة، وهو أمر يرفضه العسكر
الأتراك الذين يشكلون العصا الغليظة لحزب الناتو «الأطلسي» ، الذي يصر على
تخلي تركيا عن إسلامها مقابل أن يقوم الجيش التركي «بالواجب» الملقى على
عاتقه، وهو حماية البوابة الشرقية والجنوبية لدول أوروبا النصرانية.
الغرب وتركيا العلمانية:
إن دول أوروبا إضافة إلى الولايات المتحدة، ينظرون إلى تركيا العلمانية
نظرة صغار واحتقار، فبالرغم من الطرق المستمر لباب السوق الأوربية المشتركة
ظل الباب مغلقاً أمام تركيا، التي تريد أن تكافأ على خدماتها وانضباطها العلماني
وسلخها لهويتها الإسلامية، كما ظل الغرب ينظر إلى الجمهورية الأتاتوركية على
أنها نموذج «جيد» يستحق الاستنساخ في بقية المناطق العربية والإسلامية، فهذه
الملايين السبعين تعيش منذ تفجير المشروع العلماني دون هوية أو هدف أو رسالة،
بعد أن كانت هذه الأمة قبل قرنين تهدد قلب أوروبا وهي تحمل شيئاً من روح العزة
الإسلامية، وهذا العملاق الأناضولي قد تم استئناسه بطريقة عبقرية جعلته مسخاً لا
هو بالمسلم الشرقي المعتز بأصوله، ولا هو بالعلماني الأوروبي المفتخر بانتسابه
إلى نادي أوروبا النصراني والمسمى بالسوق الأوربية المشتركة. وما أقسى أن
يعيش الإنسان دون هوية، وما أفظع أن تكون الأمة بلا نسب أو حدود ... ، ولابد
هنا أن تمر الأمة بمرحلة البحث عن الذات والعودة إلى الأصول، وهذه مرحلة
انتقالية تمر بها أي أمة وهي تبحث عن هويتها، وخلال عملية البحث تبرز
المفارقات وتفرض المسلمات نفسها لاسيما بعد أن تأخذ التجربة أي تجربة مداها
وزمنها والمساحة التي لابد بعدها من التوقف للتفكير، وإعادة طرح الأسئلة البدهية
التي غيبت عن هذه الشعوب بقوة الحديد والنار، أو بوعود الرفاه الاقتصادي
والتقدم الاجتماعي الذي كان أشبه ما يكون بالسراب الذي يحسبه الظمآن ماءً.
صحيفة «الوول ستريت جرنال» الأمريكية كتبت عن أزمة الهوية هذه بعد بروز
نتائج الانتخابات التركية قائلة: «يمكن القول بكلمات قليلة إن تركيا تمر الآن في
مرحلة انتقالية غير أن هذا الانتقال يحدث وسط فراغ أيديولوجي يتعين على البلاد
من خلاله أن تحدد هويتها في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الباردة.
والواقع أن هذا الفراغ، الذي زادت من حدته الأزمة الاقتصادية العميقة
والحرب الشاقة ضد الأكراد، هو الذي دفع الأتراك نحو الإسلام لتحديد الاتجاه.
ومن الواضح أن أزمة الهوية هذه كانت تتفاعل منذ وقت طويل، ذلك أن
أيديولوجية تركيا المشتقة من تصميم» أتاتورك «على تحويل خرائب
الامبراطورية العثمانية إلى بلد عصري على النمط الغربي، غير قادرة في حقيقة
الأمر على توفير الإجابات لعدد كبير من الأسئلة التي تواجه الأتراك اليوم.
إذ بعكس الماركسية والديمقراطية الليبرالية، لا تملك» الكمالية «
الأيديولوجية الشاملة التي تفسر المجتمع والتاريخ، وهي ليست نظاماً أخلاقياً
اجتماعياً في شكل ديانة تقليدية، كما أن ظهورها وهيمنتها خلال القرن الماضي
حرم المجتمع التركي من الجذور الأخلاقية والاجتماعية التي يوفرها الإسلام وتجعل
الناس يشعرون بالأمان.
لقد كان إنجاز» الكمالية «الرئيس هو تثبيت وتعزيز القومية التركية، لكن
ما إن ضربت القومية التركية جذورها في المجتمع حتى فقدت سبب وجودها، هذا
ما قاله الكاتب» ديليب هيرو «في كتابه الأخير الذي تناول فيه تركيا وآسيا
الوسطى.
ومما لا شك فيه أن الإسلام يوفر الحل بالنسبة للكثيرين من الأتراك، ففي كل
سنة يتدفق مئات الآلاف من المهاجرين المتدينين غير المثقفين من منطقة الأناضول
إلى الضواحي الفقيرة في أنقرة واسطنبول، ولعدم استعداد هؤلاء لفهم متع الحياة
في اسطنبول، ولذهولهم من الفساد المستشري في كل مكان، يتحول معظم هؤلاء
المهاجرين إلى حزب الرفاه، بأمل أن يقيهم من السقوط الأخلاقي» .
إن ما شهدته تركيا تشهده بقية بقاع العالم الإسلامي، فهذا البعث الإسلامي
أصبح هو الرقم الصعب والعامل المشترك لأي أمل قائم للخروج من نفق الواقع
الملبد بالإحباط والتدهور، إن انتخابات تركيا أكدت أن الصحوة الإسلامية تعيش
حالة تشبه الظاهرة الفيزيائية المعروفة بظاهرة الأواني المستطرقة، فأنت حينما
تضع مجموعة من الأواني المختلفة الحجم والشكل وتربط بينها بقاعدة مفتوحة
ومشتركة، تجد أن الماء المصبوب في آنية منها ينعكس تلقائياً على مستوى المياه
في الأواني الأخرى، وهكذا فالحالة الإسلامية اليوم تشبه مجموعة الأواني
المستطرقة التي تستفيد من كل قطرة ماء تسكب في قالب مع اختلاف نوعي بين
القوالب، نصر المسلمين في تركيا ينعكس على الحالة المعنوية لدعاة الإسلام في
أندونيسيا، وارتفاع راية الإسلام في أقصى طاجيكستان تحس بإيجابيته شوارع
سارييفو، والخلاصة أن عودة المسلمين إلى جذورهم في بلد الخلافة الإسلامية
يعطي أملاً للعاملين من أجل الإسلام. إن أعتى وأبشع النماذج العلمانية بدأ يتحول
إلى خندق الدفاع، بعد أن ظل يطارد أهل الإيمان من مواقع الهجوم ملوحاً بالرخاء
والتقدم والاندماج مع الغرب المنتصر والمحارب لهذه الأمة، لاسيما بعد غروب
شمس دولة الخلافة.
التحدي لا يزال ضخماً:
بالرغم من النتائج المفرحة لأداء حزب الرفاه التركي في الانتخابات، فإن
بصمات العلمانية المنفرة لاتزال ملموسة على كافة الأصعدة، في الوقت الذي يظل
اليسار الملحد واليمين الأمريكي يحظى بثقل وتأثير على الساحة السياسية
والاجتماعية في تركيا، وأمام هذا التحدي تبرز نقاط لابد من التوقف أمامها:
* أمام حزب الرفاه تحد عقدي يتمثل في قرون طويلة من التصوف والخرافة
التي تسللت إلى الحياة التعبدية لقواعد واسعة من الحزب، كما يشكو الحزب من
جانب آخر من ضعف في الجانب الفكري والتجديد في طروحاته العقدية، وما
يتفرع عنها من مواقف سياسية واقتصادية واجتماعية، وفي الوقت الذي يعتبر فيه
الحزب صاحب صوت ضخم حالياً، فإن هذا الصوت بحاجة إلى حنجرة قوية وفكر
متجدد ودورة دموية نشطة تساعده على تكوين قاعدة صلبة تجمع الرموز الإسلامية
في تركيا على منهجية واضحة، ولابأس أن يبدأ الحزب بالاهتمام بهذا الجانب من
الآن، خصوصاً أن في تجربته بعداً عن الحزبية الضيقة التي جعلته متعاطفاً مع
قطاع عريض من الحركات الإسلامية.
إن التحدي القائم أمام الإسلاميين في تركيا أكبر من حجم المنافسة السياسية،
إنه تحد حضاري شامل، وما لم يكن الشمول المتسلح بمنهجية سليمة حاضراً، فإن
دور الحزب سيظل جزئياً، كما أن تكوينه العقدي والمنهجي سيظلان نقطتي ضعف
واضحتين.
* أمام الرفاه تربص من قبل أحزاب الإلحاد والعلمانية والقومية المتطرفة كما
أن العلمانية التركية تتمثل في شخصيات ورموز ومؤسسات تعيش على الإرهاب
العلماني القائم، هذه الأحزاب والشخصيات ستركز على البلديات التي يحكمها
الإسلاميون، وستتجنى في الحكم عليها، وستضخم أخطاءها وستحاربها بالشائعات
والقصص المختلفة، وهذا ما يحتم على الحزب اليقظة والحذر وممارسة أساليب
النقد الذاتي، فالعلمانية التركية تظل أقدم تجارب العلمنة تاريخاً وجذوراً إذا ما
قورنت بالتجارب العلمانية الأخرى في عالمنا الإسلامي.
* أما أكبر الدروس التي نخرج بها، فهي قوة هذا الدين الذاتية التي صمدت
وتصمد أمام أعتى الحروب وأقسى المواقف والظروف، ويوماً بعد يوم يصلب عود
هذه الأمة وتعود إلى نبعها الصافي، وحين نقارن بضعف الجهود وكثرة الأخطاء
وقلة ذات اليد، فإننا لابد أن نخرج بمُسَلّمَة تصرخ وتقول: إن هذا الأمر هو أمر
الله، وإن ضعف الداعي، وحورب المبلغ، وتكالب العدو.
* هناك المؤسسة العسكرية التي صرح مسؤول المخابرات فيها بُعيد ظهور
النتائج: أنها ستتدخل في أي ظرف تشعر أن مبادىء «أتاتورك» مهددة أو أن
العلمنة تتعرض للخطر، هذا التصريح أمامنا تتناقله وسائل الإعلام، وبين أيدينا
تاريخ العسكر الطورانيين يؤكد انحياز العلمنة إلى التسلط وفرض خياراتها بالقوة أو
الديموقراطية التي توافق مكاييلهم.
* الصحافة التركية وكر من أوكار الملاحدة والعلمانيين، مارست وتمارس
التحرش بالإسلام وأهله، كما أن قنوات الإفساد التي تنتشر في تركيا وبتشجيع من
أهل الفساد والإضلال ستزيد من نشاطاتها، مما يحتم بروز قنوات إعلامية ملتزمة
بالدفاع عن المشروع والهوية الإسلامية في تركيا.
* النزاع العرقي كشف أن الأكراد وغيرهم من الأقليات المسلمة المضهدة قد
أعطت صوتها لحزب الرفاه، لأنه دعا إلى رفع الاضطهاد الطوراني عنها ووعدها
بعدل الإسلام وسماحته، والمطلوب الأن أكبر من شعار حيث إن انتشار الدعوة بين
هذه الأقليات وتعريفها بكينونتها الإسلامية وهويتها، أمر مطلوب بل بالغ الأهمية
في هذه المرحلة.
* الغرب الخائف المذعور من كل نصر للإسلام سيمارس حرباً ضروساً ضد
الإسلام وأهله، سواء أكان عن طريق مباشر أو بواسطة حلفائه وفي مقدمتهم اليهود، وهذا يقتضي الكياسة والبعد عن الاستعراض الخطابي والعمل بجد وإخلاص على
أرض الواقع بشمولية، وعدم قصر النشاط الإسلامي على الجانب السياسي الذي هو
أكثر النشاطات إثارة وغيظاً للقوى الدولية، وأمامي الآن مثال لهذه الحرب السافرة، يتمثل في مقال لمجلة «الإيكونمست» البريطانية التي تبث الذعر في قلوب
الغربيين من حكم حزب الرفاه الذي سيحظر أهم إنجازات «أتاتورك» في
إسطانبول وهي: الخمارات ودور الدعارة، وتتهكم بوعد رئيس البلدية الجديد الذي
وعد بالقضاء على الدعارة والفساد وتحويل نشاط المدينة كمركز للمؤتمرات الدولية، ولم تجد المجلة تعليقاً سوى: كيف سيحضر النساء المؤتمرات وهن بالعباءة؟ !
* ويبقى الاقتصاد المنهار تحدياً آخر يمثل نتائج التخبط الذي مارسته
الحكومات العلمانية المتعاقبة، وهو يحتاج إلى إصلاح جذري وانفتاح على العالم
الإسلامي الذي هو الامتداد الطبيعي لتركيا.
إن تنوع هذه التحديات وضخامتها يجعلنا ندعو لإخواننا المسلمين في تركيا
بالنصر والتمكين والمبادرة إلى استخلاص الدروس والعبر من تجارب إسلامية
مشابهة، على أن تكون ذخيرة في معركة الصراع بين الإلحاد والإيمان ما بين الكفر
والإسلام، ما بين العلمنة والحل الإسلامي ... وهي معركة ضخمة نؤمن أنها طويلة
وقديمة قدم الحق والباطل، والعاقبة للمتقين والبشائر هي علامات الترنح التي
نشاهدها تعتري أقدم تجربة علمانية ...