تعريف بأنشطة المنتدى الإسلامي
في العدد قبل الماضي سبق التعريف بالمنتدى الإسلامي وأنه أحد مراكز أهل
السنة والجماعة، يسير على منهجهم، ويدعو إلى أصولهم، ويذكر بطريقتهم
السلفية الخالية من الغلو والانحراف، وهو يستقبل وبكل ترحاب أي مسلم مهما كان
لونه أو جنسه.
ووضحنا في تقرير موجز ألوانا من الأنشطة الدعوية والثقافية والمشاريع
الخيرية، التي تمت بعون الله ثم بدعمكم ومؤازرتكم والتي لا تزال بحاجة إلى ذلك
الدعم، انطلاقا من قوله تعالى [وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم
والعدوان] ، وكانت ولله الحمد محل إعجاب وتقدير القراء والمتابعين لأنشطة
المنتدى.
وقد رأينا البدء بإيضاح المزيد من التعريف لكل مشروع على حدة تحدثا بنعمة
الله، سيكون الحديث هنا أولا عن مشروع كفالة الدعاة وبرامج تعيينهم، ثم بيان
لبرنامج شهر رمضان المبارك الماضي، وكذلك تفصيل لمشروع مكافحة العمى
بدولة تشاد، بالإضافة إلى بيان إجمالي لمشروعات المنتدى القائمة والمستقبلية.
أولا: مشروع كفالة الدعاة وبرامج تعيينهم:
وإيمانا من المنتدى الإسلامي بعالمية رسالة الإسلام، فقد تم افتتاح عدد من
المكاتب الفرعية للمنتدى الإسلامي في بعض الدول وتعيين مندوبين يتابعون أنشطة
المنتدى في دول أخرى، وبعد طول بحث ودراسة رسمت خطة العمل وحددت
الأهداف والوسائل، وذلك من أجل أن يكون العمل إن شاء الله عملا مدروسا،
معروفة أبعاده ومعالمه، بعيدا عن الارتجال والعشوائية.
تم تعيين خمسمائة من الدعاة في عدد غير قليل من الدول الإفريقية والآسيوية
مثل: كينيا، أوغندا، الصومال، أثيوبيا، الأوجادين، السودان، تشاد، مالي،
النيجر، نيجيريا، غانا، التوجو، بنين، السنغال، بنجلاديش، باكستان، الفلبين، إندونيسيا ... ليكون ذلك إن شاء الله تعالى إسهاما في نشر منهج السلف الصالح.
ويخضع تعيين الداعية لشروط عدة من أهمها:
1- سلامة المنهج معتقدا وسلوكا.
2- الكفاية العلمية.
3- الكفاية الدعوية.
وقد وضعت برامج دعوية يومية لكل داعية يسير في عمله بناء عليها وتشمل
هذه البرامج:
1-حلقة واحدة على الأقل لتحفيظ القرآن الكريم.
2-دروس ومحاضرات عامة.
3-دروس ومحاضرات في المدارس والتجمعات العامة.
4-جولات دعوية في القرى المجاورة، وغيرها.
ثم تتم متابعة الداعية عن طريق المشرف الدعوي في المنطقة نفسها، وعن
طريق إرسال تقارير شهرية إلى اللجنة المختصة بذلك.
ويحرص المنتدى الإسلامي على رفع الكفاءة العلمية الشرعية والدعوية لهؤلاء
الدعاة عن طريق الدورات العلمية الشرعية والملتقيات الدعوية والإمداد بالكتب
والمراجع ونحوها.
تكلفة كفالة داعية:
يقدم المنتدى الإسلامي راتبا شهريا لكل داعية، ومقدار هذا المرتب يخضع
في أغلب الأحوال لمستوى المعيشة في بلد الداعية ولمؤهله العلمي ومدى الجهد
الذي يقدمه، وبشكل عام تتراوح الرواتب بين 65240 دولار ومتوسط المرتبات
كما يلي:
متوسط كفالة الداعية 100 دولار شهريا، و 1.200 دولار سنويا.
الكفالة تشمل: المكافأة الشهرية بالإضافة إلى مصاريف الجولات الدعوية التي
يقوم بها الداعية من نقل ومأكل ومسكن ... الخ.
ثانيا: برنامج شهر رمضان المبارك:
بفضل الله تعالى تمكن المنتدى الإسلامي من القيام بتنفيذ برامجه المعدة لشهر
رمضان الماضي، وذلك من خلال برنامج تفطير صائم صاحبتها الأنشطة العلمية
والدعوية والتعبدية، حيث تم بعون الله عز وجل إعداد 326. 677 وجبة إفطار
وعشاء بتكلفة إجمالية قدرها 187. 35 دولار خلال هذا العام.
ولقد حرص المنتدى الإسلامي أن تكون المناطق المستفيدة من البرامج هي
الأكثر فقرا والأشد حاجة كمواقع اللاجئين المسلمين في كثير من البلدان كالصومال
وبنجلاديش وليبريا، ولقد تمت إقامة سنة التراوح والقيام والكثير من الخطب
والمحاضرات والندوات والدروس التي تصحح العقيدة وترفع الجهل عند العامة
وتفقههم في أمور دينهم المختلفة وبالأخص في أحكام الصيام والقيام والاعتكاف،
وزكاة الفطر، وذلك عن طريق دعاة المنتدى الإسلامي الموجودين في تلك البلدان.
ولقد كان لهذا البرنامج أكبر الأثر في نفوس الناس ونفع الله به خلقا كثيرا
وبالأخص في جوانب العقيدة وأحكام الدين، فلله الحمد والمنة.
وستجد أخي القارئ الكريم أدناه جدولا يبين البلدان المستفيدة من المشروع
وعدد الوجبات في كل بلد والتكلفة بالدولار.
جدول مشروع إفطار صائم لعام 1414هـ:
---------------------------------------------
م ... المبلغ الإجمالي عدد الوجبات التكلفة بالدولار
---------------------------------------------
1 ... كينيا (اللاجئون الصوماليون) 35.973 19.166
2 ... السنغال 5.000 ... 9.333 ... ...
3 ... بنجلاديش:
... أـ البنجلاديشيون. 10.000 5.333
... ب ـ اللاجئون البورميون. 90.000 48.000
4 ... غانا 60.000 16.000
5 ... نيجيريا 10.089 8.071
6 ... أثيوبيا ... ... 8.333 6.667
7 ... إندونسيا 21.500 11.467
8 ... الفلبين 11.667 9.333
9 ... السودان ... 12.500 13.333
10 ... إريتريا 3.846 6.666
11 ... الصومال 10.000 5.333
12 ... مالي 8.750 9.333
13 ... أوغندا 4.886 3.909
14 ... تشاد 6.000 4.000
15 ... ليبيريا 5.333 5.333
16 ... ساحل العاج 22.800 8.080
---------------------------------------------
إجمالي المصروفات ... ... ... 326.677 ... 187.357
ثالثا: برنامج مكافحة العمى في تشاد:
بفضل من الله تعالى قام المركز الإسلامي في السند بتنظيم برنامجه الطبي
(برنامج مكافحة العمى) في جمهورية تشاد بالتعاون مع المنتدى الإسلامي الذي تولى
مهمة الإعداد والتنسيق والإشراف للبرنامج، ومع جماعة أنصار السنة المحمدية
بتشاد التي زودت البرنامج بالطاقة التشرية العاملة في حقل الأمن والتنظيم والنقل
والتغذية.
وقد استمر البرنامج الطبي خمسة أيام أنجز خلالها ما يلي:
1- الكشف على ما يزيد عن خمسة آلاف مراجع.
2- صرف الأدوية اللازمة للمراجعين.
3- صرف النظارات الطبية للمحتاجين وقد تجاوزت (1500) نظارة.
4- إجراء 378 عملية جراحية للمصابين بالماء الأبيض الذي يؤدي إلى
فقد البصر، وكانت جميع العمليات بحمد الله ناجحة وموفقة.
وكان الفريق الطبي العامل في البرنامج مكونا من ثمانية أطباء واستشاريين
وأربعة عشر فنيا. وقد رافق البرنامج الطبي برنامج دعوي متكامل شارك فيه ما
يقارب 40 داعية، وتضمن:
1- إلقاء المحاضرات العامة في العقيدة والشريعة على جميع المراجعين في
المستشفى.
2- تنظيم الحلقات التعليمية للمرضى لتعليمهم أمور دينهم.
3- إقامة المحاضرات والندوات العامة في مساجد العاصمة (أنجمينا)
ومنتدياتها.
4- توزيع كميات كبيرة من الكتب والأشرطة باللغتين العربية والفرنسية
وقد شمل هذا التوزيع جميع المرضى والمراجعين والمشاركين، وكذلك المساجد
والجمعيات الإسلامية والمكتبات العامة.
5- إقامة مسابقة القرآن الكريم التي كانت على خمسة مستويات تبدأ من
حفظ القرآن كاملا وإلى حفظ خمسة أجزاء، وقد شارك فيها ما يزيد على 40
شخصا.
6- إقامة مسابقة السنة التي كانت على أربعة مستويات، وقد شارك فيها
قريب من 30 شخصا.
7- إقامة دورتين دعويتين شارك في كل منهما نخبة من الدعاة، وكانت
فترة إقامة كل واحدة ثلاثة أيام، وكان عدد المستفيدين من الدورتين 50 داعية.
8- توزيع بعض الكتب المنهجية على المدارس العربية.
9- نفذ المنتدى الإسلامي خلال البرنامج مشروع العقائق الذي تم فيه ذبح
200 عقيقة وزعت لحومها على الفقراء والمرضى وطلاب العلم المحتاجين.
هذا وقد كان فرح الناس بهذا المشروع عظيما، كما أنه ولأول مرة يقام في
تاريخ تشاد كلها برنامج طبي بهذا المستوى الكمي والكيفي، على أيدي أطباء
مسلمين، وشعر الناي بالفارق العظيم بين هذا البرنامج والبرامج الطبية التي تقيمها
المنظمات التنصيرية التي تأخذ من الدعاية أكثر من حجمها بكثير.
لذا فقد كان غيظ الأعداء من البرامج كبيرا مما حملهم على وضع العوائق دون
إقامته والعراقيل التي تقلل من نفعه أو أثره، ولكن الله سبحانه سلم فباءت
محاولاتهم بالفشل، وأثبت البرنامج بجدارة نجاحا منقطع النظير.
وكان هذا البرنامج فرصة طيبة لأن ينفذ الدعاة بما عندهم من اعلم إلى الناس
إذ العلم صار مقرونا بالعلاج والدعوة مصحوبة بالطعام والهدي بالهدايا، لقد تعرف
الكثيرون على أركان الإسلام والإيمان بعد أن لم يكونوا يعرفونها.
ومع كل هذا فقد خرج عشرات العميان مبصرين بعد أن ذاقوا مرارة العمى
عشرات السنين يضجون بالدعاء، ويلهجون بالثناء لكل من كان سببا في عود
أبصارهم إليهم، وقد أسلم ولله الحمد 23نصرانيا.
فالحمد لله أولا وأخيرا وظاهرا وباطنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين..