مجله البيان (صفحة 1654)

منهج التفسير التاريخى (1)

دراسات تاريخية

منهج التفسير التاريخي

قواعد منهجية في تفسير الحوادث والحكم عليها

(?)

د. محمد آمحزون

يقصد بدراسة التاريخ معرفة الروابط التي تربط الأحداث والوقائع المختلفة؛

لتبيّن دوافعها ومنطلقاتها ونتائجها، واستخلاص السنن والعبر من خلالها، ويعتبر

تعريف ابن خلدون في هذا الصدد تعريفاً جيداً، لأنه نصّ على وجوب النظر في

الأخبار وتحقيقها، كما أكد على النظر في العلل والأسباب.

ومن هذا المنطلق، فالتاريخ ليس مجرد سرد للحوادث فحسب، بل هو تفسير

لتلك الحوادث وتقويم لها، ومن ثم أصبح التاريخ أحد الأسلحة التي تستخدم في

مجال التوجيه وصياغة الأفكار ونشر المباديء وتأييدها، كما أنه أصبح يأخذ دوره

في الصراع العقائدي بين الأمم، ولهذا لابد من دراسته وفق منهج معين.

لكن يا ترى ما هو ذلك المنهج المطلوب؟

في الاصطلاح اللغوي يقال: النهج، والمنهج، والمنهاج، وكلها بمعنى واحد، وهي تعني الطريق الواضح، وبمعنى آخر: السبيل الفكري والخطوات العملية

التي يتبعها الباحث في مساره بقصد تحصيل العلم.

أما في الاصطلاح التاريخي، فالمنهج يعني في الدراسات التاريخية: القواعد

والشروط التي يجب مراعاتها عند معالجة أي حدث تاريخي سواء أكان بالكتابة

والتأليف أم بالدراسة والتعليم.

ومن الملاحظ أن المنهج في الدراسات التاريخية عندما يطلق يراد به أمران:

الأمر الأول: التوثيق وإثبات الحقائق، والأمر الثاني: التفسير التاريخي، أي معرفة مصادر تفسير الحوادث والحكم عليها.

ويستنتج من ذلك أن المنهج قسمان: منهج التوثيق وإثبات الحقائق ومنهج

التفسير التاريخي.

أما القسم الأول فيراد به دراسة سند الروايات التاريخية ومتنها بغية التثبت

من النصوص وتمحيص الأخبار، وذلك بربط دراسة التاريخ الإسلامي إلى حد ما

بما يعرف بـ «علم الجرح والتعديل» ، وهو علم جليل يقوم على دراسة

مستفيضة لأحوال الرواة والتحري عن ميولهم وصفاتهم وأخلاقهم وعقائدهم.

ومما لا شك فيه أن المصنفات في قواعد الرواية وفي علم الرجال يمكن

الاستفادة منها في حقل التاريخ الإسلامي إلى حد ما، إذ تكشف النقاب عن قواعد

التحديث وأحوال الرواة لتمييز القوي من الضعيف والصادق من الكاذب، وبذلك

يُعرف لكل خبر قيمته، فتستخرج الروايات الصحيحة والحسنة، وتستبعد الأخبار

الضعيفة والموضوعة وينبّه عليها، لاسيما وأن من أهداف الدراسات التاريخية

إبراز الحقائق التي تعتبر هدفاً منشوداً يتوخاه كل باحث نزيه.

لكن سنقتصر في هذه الدراسة على القسم الثاني من المنهج المتعلق بتفسير

الحوادث، وذلك بذكر مجموعة من القواعد والضوابط التي يمكن من خلالها الحكم

على الحوادث التاريخية، وتفسيرها تفسيراً يتماشى مع النظرة الإسلامية للكون

والإنسان والحياة.

فالتاريخ الإسلامي هو تاريخ دين وعقيدة قبل أن يكون تاريخ دول ومعارك

ونظم سياسية، لأن العقيدة هي التي أنشأت تلك الكيانات من الدول والمجتمعات

بنظمها السياسية والإدارية والتعليمية والاقتصادية وغيرها.

ولأجل هذه الصفة، فإنه ينبغي دراسة التاريخ الإسلامي وفق التصور

الصحيح والموازين الشرعية، على أن خصوصية التاريخ الإسلامي تتجلى في

كونه منهجاً يوضح دور الإنسان ومسؤوليته عن التغير الاجتماعي والتاريخي في

إطار المشيئة الإلهية، لأن التاريخ البشري في المنظور الإسلامي هو تحقيق

المشيئة الربانية من خلال الفاعلية المتاحة للإنسان في الأرض بقدر الله، وبحسب

سنن معينة يجري الله بها قدره في الحياة الدنيا.

إن المنهج الإسلامي لتفسير التاريخ لا يخرج عن دائرة المعتقدات الإسلامية،

كما أنه مبني على دوافع السلوك في المجتمع الإسلامي، مما جعل حركة التاريخ

الإسلامي ذات طابع متميز عن حركة التاريخ العالمي لأثر الوحي الإلهي فيه.

القاعدة الأولى: اعتماد المصادر الشرعية وتقديمها على كل مصدر فيما

نصت عليه من أخبار وضوابط وأحكام:

ويرجع ذلك إلى اعتبارين اثنين:

الاعتبار الأول: لأنها أصدق من كل وثيقة تاريخية فيما ورد فيها من الأخبار، وذلك لصدق مصدرها وعلمه وهيمنته، كما أنها وصلتنا بأوثق منهج علمي،

حيث وصلنا القرآن الكريم بالتواتر الموجب للعلم القطعي، وصحيح السنة وصلنا

بمنهج علمي دقيق حيث اتبع علماء الحديث والرواية أرقى منهج علمي وأوثقه في

تدوين السنة.

الاعتبار الثاني: لما تدل عليه من القوانين التاريخية والسنن الربانية والنظرة

الشمولية لتاريخ البشرية كلها على مدار الزمان في الماضي والحاضر والمستقبل،

مما يعطي الباحث سعة وشمولاً في النظرة التاريخية، وعمقاً في تحليل الأحداث

ومقدرة على تشخيص الداء، ووصف الدواء.

إن هذا الكون بما فيه الإنسان هو خلق الله؛ فلابد من الرجوع إلى الخالق لفهم

هذا الخلق، وإذا رجعنا إلى الوحي المنزل من الخالق لهداية البشرية، نجد السنن

واضحة والاتجاهات محددة.

ومن المعلوم أن الوحي (الكتاب والسنة) وضع لنا السنن (أي القوانين الطبيعية

والاجتماعية المبثوثة في الكون والأنفس والمجتمعات) التي تسير في إطارها

الأحداث، ويحكم من خلالها الأمم والدول والأشخاص.

ومن خلال السنن الربانية في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-

نفهم التاريخ ونفسر أحداثه، ونعرف عوامل البناء والأمن والاستقرار والبقاء،

وعوامل الهدم والخوف والسقوط والتدمير، وهذه السنن مرتبطة بالأمر والنهي

والطاعة والمعصية، والإيمان والكفر، والتوحيد والشرك. قال تعالى: [قد خلت

من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين] [1] . وقال

تعالى: [إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم] [2] . فقانون تغير

الحال إلى الأحسن أو الأسوأ هو تابع لجهد الإنسان، وسلوكه وتصرفه.

إن القرآن والسنة يعطيان الباحث المفاهيم والمبادئ التي يمكن في ضوئها

تفسير أحداث التاريخ والحكم عليها، هذا علاوة على ذكر ما سيؤول إليه حال الأمة

الإسلامية وما يصيبها من التفرق، وما يكون فيها من حركات الإصلاح والتجديد،

والإشارة إلى عدد من الأحداث والفتن، والموقف من بعضها، وقد اعتنى أهل

السنة بجمعها ووضع أبواب لها في مصنفاتهم [3] .

ولئن كانت المادة التاريخية في كتب السنة ليست بالمقدار نفسه الموجود في

المصادر التاريخية، إلا أن لها أهميتها لعدة اعتبارات منها:

أن معظم مؤلفيها عاشوا في فترة مبكرة، وأغلبهم من رجالات القرن الثاني

والثالث الهجري، مما يميز مصادرهم بأنها كانت متقدمة.

ثم إن المحدثين يتحرون الدقة في النقل، الأمر الذي يجعل الباحث يطمئن إلى

رواياتهم أكثر من روايات الإخباريين.

على أن المحدث كان عند جمهور المسلمين أشرف موضوعاً، وأسمى منزلة

من الإخباري، ويرجع ذلك إلى ضبط المحدث ودقته وتمحيصه للروايات التاريخيه

وتحريه في القول، بينما كان الإخباري مظنة للإغراب والتلفيق والاختلاق.

القاعدة الثانية: الفهم الصحيح للإيمان ودوره في تفسير الأحداث:

إن دارس التاريخ الإسلامي إن لم يكن مدركاً للدور الذي يمثله الإيمان في

حياة المسلمين، فإنه لا يستطيع أن يعطي تقييماً علمياً وواقعياً لأحداث التاريخ

الإسلامي.

وعلى سبيل المثال: فهجرة المسلمين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة

كانت هجرة من أجل المبدأ، يوجهها الإيمان الذي كان بالنسبة للمسلمين المهاجرين

المحرك الذي ساق الأفراد والجماعات إلى مصائرهم وإلى صنع تاريخهم، فلم تكن

هجرة من أجل الوطن أو المال أو المنصب، إذ تركوا من ورائهم وطنهم وأموالهم

ودورهم ومتاعهم فراراً بدينهم من الفتن واستمساكاً بعقيدتهم، فقدموا بذلك مثالاً عالياً

من التضحية والإخلاص في سبيل أن تكون كلمة الله هي العليا.

أما أهل المدينة وهم الأنصار الذين آووهم في بيوتهم وواسوهم بالمال

ونصروهم، فقد قدموا بذلك المثل الصادق للأُخُوّة الإسلامية، تلك الأُخُوّة التي لم

يجعلها الإسلام لفظاً فارغاً أو تحية تثرثر بها الألسنة، وإنما عملاً مرتبطاً بالدماء

والأموال، وبعواطف الإيثار والمواساة التي ملأت المجتمع المدني بأروع الأمثال.

قال تعالى في شأن هذه المواقف الإيمانية: [للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا

من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاْ من الله ورضواناْ وينصرون الله ورسوله، أولئك

هم الصادقون * والذين تبوَّأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا

يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون] [4] .

كما أن المجاهد المسلم عندما يقاتل في سبيل الله يعلم أنه ليس وحده الذي

يقاتل الكفار، وأنه لا يقاتلهم بكثرة الجنود ولا بتفوق السلاح وحده إن توفر ذلك له

وإنما يقاتل بالإيمان الصادق الذي يحمله، وبما يعلمه من تأييد الله للمجاهدين

الصادقين، وما يمدهم به من وسائل مادية ومعنوية كقتال الملائكة إلى جانبهم أو

تسخير عوامل طبيعية لهم أو تثبيت قلوبهم بإنزال السكينة والطمأنينة عليهم، أو بما

يمدهم به من الصبر وقوة التحمل، ورباطة الجأش إلى غير ذلك من الوسائل

المنظورة وغير المنظورة.. فقد أنزل الله الملائكة يقاتلون إلى جانب المسلمين في

معركة بدر، قال تعالى: [إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من

الملائكة مردفين] [5] . وأرسل الله ريحاً شديداً فرقت الأحزاب المحاصرة للمدينة

يوم الخندق، قال تعالى: [يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم

جنود فأرسلنا عليها ريحا وجنوداْ لم تروها، وكان الله بما تعملون بصيراْ] [6] .

وعند البحث مثلاً عن الأسباب التي أدت إلى انتصار المسلمين في معركة

اليرموك سوف نجد أن عدد الروم ستة أضعاف عدد المسلمين، وجيش الروم جيش

نظامي مدرب وجيد التسليح، بينما الجيش الإسلامي أقل منه عدداً وعدة وتدريباً،

ويقاتل بعيداً عن مركز الخلافة، ومع ذلك حصل له النصر المبين.

على أن المتأمل والباحث في الأسباب المادية المنظورة بحثاً عقلياً مجرداً لا

يستطيع أن يقبل نتيجة المعركة رغم أنها متواترة حساً وواقعاً، وهذا يرجع إلى

الجهل بالعوامل الحقيقية المحركة للتاريخ الإنساني في غيبة العلم الصحيح وإلى

إغفال سنن الله في الخلق، وهي سنن ثابتة وصارمة، [فلن تجد لسنت الله تبديلاْ،

ولن تجد لسنت الله تحويلاْ] [7] ، ومن السنن التي أوضحها القرآن الكريم قانون

التدافع أو سنة الصراع بين الإيمان والكفر عبر تاريخ الإنسانية الطويل وحتى يرث

الله الأرض ومن عليها، ومن خلال هذا الصراع يختبر الله عباده المؤمنين ويميزهم

بالابتلاء [أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسَّتهم

البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا

إن نصر الله قريب] [8] .

ويبين سبحانه وتعالى أن المؤمنين إذا تميزوا بالثبات على العقيدة والإيمان

وأداموا ذكر الله وطاعته ووحدوا صفوفهم واعتصموا بالصبر، فإن النصر حليفهم

وإن كانوا قلة [كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله] [9] ، [ولن يجعل الله

للكافرين على المؤمنين سبيلاْ] [10] ، [وكان حقاْ علينا نصر المؤمنين] [11] ،

[إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم] [12] ... إلى غير ذلك من السنن

الساطعة والحقائق الثابتة.

لكن الله أمر المؤمنين بالأخذ بالأسباب وحشد الطاقات والإمكانيات المتاحة

للوصول إلى القوة اللازمة لإرهاب العدو والتمكين للإسلام [وأعدوا لهم ما

استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم] [13] . وأوضح

أن الجهد الإنساني للمؤمنين هو الذي يحسم الصراع لصالح الإيمان وعمارة الأرض

بمقتضى المنهج الرباني، لذلك شرع سبحانه الجهاد [ولولا دفع الله الناس بعضهم

ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراْ، ولينصرن

الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز] [14] .

وأخيراً، فإن الله أوضح أن عاقبة الصراع تكون دائماً للمؤمنين مهما طال

الطريق وعصف بهم طغيان الباطل [وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات

ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي

ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناْ، يعبدونني لا يشركون بي شيئاْ] [15] .

القاعدة الثالثة أثر العقيدة في دوافع السلوك لدى المسلمين:

إن منهج كتابة التاريخ الإسلامي وتفسير حوادثه يعتمد في أصوله على

التصور الإسلامي، ويجعل العقيدة الإسلامية ومقتضياتها هي الأساس في منطلقاته

المنهجية وفي تفسير حوادثه والحكم عليها، لذلك ينبغي في تفسير التاريخ الإسلامي

الرجوع إلى المصادر الشرعية لمعرفة دوافع السلوك في المجتمع الذي نشأ وتكون

على هدي الشريعة وشكل حياته ومفاهيمه وفقاً لها، وكانت تعليماتها وأوامرها

ونواهيهها موجهة لجميع شؤون حياته.

إنه لابد من إدراك البواعث الحقيقية لتصرفات الناس في صدر الإسلام

وعلاقة هذه البواعث بالحوادث والعلاقات الإنسانية والاجتماعية، ونظم الحكم

وسياسة المال، وطرق التشريع ووسائل التنفيذ في إطار المبادئ والمفاهيم والقيم

الإسلامية.

إن دوافع السلوك في المجتمع الإسلامي الذي تهيمن عليه العقيدة كانت في

صدر الإسلام تتأثر كثيراً بالتطلع إلى ما عند الله، إلى الجزاء الأُخرَوِي وصفوة

المؤمنين عادة لا يشركون دوافع أخرى في سلوكهم، إذ لابد من إخلاص النية لله

تعالى في كل أعمال المسلم سواءاً أكانت جهاداً بالنفس أم نشاطاً اجتماعياً أم

اقتصادياً أم سياسياً، فعمل المسلم في كل مجالات الحياة يدور حول إرضاء الله

تعالى، ويعرف المسلم أنه إذا أشرك في نيته وآثر الدنيا فإنه يحبط عمله، كما ورد

في الحديث الشريف «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له وابتغي به

وجهه» [16] . وإذا كان هذا التصور يتحكم في كثير من المسلمين الملتزمين اليوم، فكيف كان أثر ذلك في جيل الصحابة والتابعين وهم خير القرون؟ !

إن معرفة أثر الإسلام في تربية أتباعه في صدر الإسلام، وتزكية أرواحهم

والتوجه إلى الله وحده بالعبادة والمجاهدة، يجعل من البدهي التسليم بأن الدافع لهم

في تصرفاتهم وسلوكهم لم يكن دافعاً دنيوياً بقدر ما كان وازعاً دينياً وأخلاقياً يحث

على فعل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولأجل ذلك يجب استعمال الأسلوب النقدي في التعامل مع المصادر التاريخية، وعدم التسليم بكل ما تطرحه من أخبار، وإحالة رواياتها قبل القبول بها على

المجرى العام للمرحلة التاريخية لمعرفة هل يمكن أن تتجانس في سداها ولحمتها مع

نسيج تلك المرحلة أم لا؟

وهكذا توضع الوجهة العامة للمجتمع الإسلامي وطبيعته وخصوصيته في

الحسبان، وينظر إلى تعصب الراوي أو الإخباري أو المؤرخ من عدمه، فمن

لاحت عليه إمارات التعصب والتحيز بطعن أو لمز في أهل العدالة والثقة من

الصحابة، أو مخالفة لأمر معلوم في الشريعة أو عند الناس، أو معاكسة طبيعة

المجتمع وأعرافه وقيمه الثابتة، ففي هذه الأحوال لا يؤخذ منه ولا يؤبه بأخباره لأن

التحيز والتعصب حجاب ساتر عن رؤية الحقيقة التاريخية.

وللحديث بقية..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015