قافلة طويلة من ورق المطابع أو من ورمها -إن شئت-! توازيها ساعات
إذاعية وتلفازية بالغةُ حدً الكآبة من الطول.. واكبت ما تمخض عنه جبل السلام
السرابي من فئران.. ليس آخرها أخبار انهيار جدار المقاطعة لإسرائيل على غير
ما صعيد.. تلك التي لم يمكن جوفها -قبل السلام- ليتسع لأكثر من 400 مليون
دولار من التعامل التجاري بين العرب وإسرائيل! ! حقاً إنه مبلغ ضئيل بالقياس
إلى ما يطمح إليه عبدة التلمود بعد اتفاقية الاستسلام وتداعياتها.
إن ذلك السيل الإعلامي الذي واكب الاتفاقية ارتبط في معظمه بالحدث
السياسي الآتي بينما الحاجة ماسة إلى طرح شمولي يحدد معالم المرحلة الجديدة من
الصراع ويتضمن رؤية مستقبلية تبرز بعضاً من القاع الذي ينتظر سفينة المنطقة
بعد أن انهكتها العواصف، ثم هاهي فئران السلام تقرض آخر البقايا للدفع بها إلى
الهاوية التي يحمل مدخلها لوحةً سوداء كتب عليها بأيدي المستأجرين (جنة التطبيع
الاقتصادية) ، وإن هي إلا جنة كجنة المسيح الدجال!
وبين الحج هذا الزيف! تأخذ المعالجة الشمولية العميقة بوصلة النجاة! وقد
حاولنا - من خلال جهد المقل - تقديم شيء من ذلك، وحسبنا أن نضرب في
الغنيمة بسهم! ..