الملف الأدبي
تركي المالكي
(1)
رقصَ الحبلُ بالراقصينْ..
بعد (دبكتهم) نصف قرنٍ عليهْ
فانهمرْ، يا سلاْم!
«عارض ممطرٌ!»
وانتثرْ يا شررْ
يا سعادتهم بالمطرْ!
(2)
أصبح (البحرُ) كالخمرِ! عذبْ
بينما (الغيثُ) سامْ!
«دعْ (سفينةَ نوحٍ) وكنْ
(واقعياً) تُجيدُ الكلامْ!
وادَّرِعْ معنا نجمةً لا تُضامْ..!
نجمةً ودَهَاليزُها ستةٌ ...
نجمةً لاعتصامٍ! فموجُ التطرفِ هبْ!»
(3)
نصفَ قرنٍ! وهم ينهشونْ
مضغوك وكنت تِجارتَهمْ..
ثم ها هم يبيعون حتى العظامْ!
(4)
«مرحباً يا ابن جَدّيَ (سامْ) !
خذ فديتُكَ لا حجب القدسُ عني رضاكْ
أنا أنت ولكنني (الغمدُ) أنتَ الحُسام!
أنا أنت ولكنني (الذِّيلُ) ..
فاحقنْ سمومَك فيّ..
سوف أدفعُ عنك (لحى) الانتقامْ!
أنا أنت فصُغْ نزفَ قوميَ حبراً، وخُطَّ بهِ ...
هيكلاً للسلاْم!
ثم خذ من يدي بصمةً في الخِتَامْ
إنني (واقعٌّ!) وداعاً زمان القتال/الكلامْ!
ها أنا أتذوقُ صفع النعالْ!
من يديك (المعمَّدتين!) حلالْ!
وحلالٌ حلالٌ حلالْ..
فأنا عاقلٌ وذكيُّ..
وأفهمُ في (الاعتدالْ) !
وأنا أنت يا أسدي..
مُرْ فبين يديك الغزالْ!
وانغمدْ يا حسام!
(5)
جبلٌ من غبارْ! ..
مسجدٌ للضرارْ! .
مِزَقٌ من فمي ونُثارْ!
عطشٌ يملأ الأرض ملحاً وطينْ..
وعواصف رملٍ و (ريحَ) سلامْ!
يا (رياحُ) فهزّي جذوع غيوثِ اليقينْ
في دمائيَ رعدٌ وبرقٌ وتوقْ!
فاسقها أيها المُزنُ غيثاً..
ترى دربها بين هذا الحُطامْ!
اسقها (قبساً) فرعُهُ صاعدٌ..
والجذورُ توهَّجُ في العمقِ ثابتةً لا تُرامْ!
(6)
ها تضلَّعْتُ إني أرى - رغم هذا الظلامْ!
في عروقي دمَ الفاتحين..
يَتَدَفَّقُ بالطهرِ، كالورد، كالجمرِ..
يسقي جذوعَ الكلمْ!
هو ما بينها يضطرمْ!
وهْي تمنحهُ نبضهُ..
وتُهمِّش فيه العدمْ!
ثم تزرعُ من لونه الأرجوانيِّ شمسَ النهارِ..
وأفْقَ الحياةِ وشوقَ القممْ!
كلُّ قَطرة دَمْ..
نقَشتْ تَوقَها فوقَها:
(فيارب لا تجعلْ حياتي مهينةً
ولا ميتتي بين النساء النوائح
ولكن شهيداً تدرجُ الطيرُ حولهُ
وتأكل غربان الفلا من جوانحي)
ويا رب لا تجعل من القيد معصماً
أجرُّ به خزيي! وتُطوى مطامحي
ولكن لظىً يغلي ليدفنَ تحته
تواريخ من مدُّوا يداً نحو ذابحي!