مجله البيان (صفحة 1502)

نقد

أخطار النزعة المادية في العالم الإسلامي

نقد كتابات جودت سعيد

(?)

عادل التل

مفهوم العقيدة:

لم يتناول جودت موضوع العقيدة في بحث مستقل ولم يحدد مفهومها بناءً على

المنهج الإسلامي، وإنما كانت مباحثتها متناثرة، وكان له فيها فهم خاص يتلاءم مع

أصول المذهب المادي، وقد أظهر في هذا المجال مصطلحات جديدة وغريبة،

ولكنها تلتقي مع آراء الفرق الضالة وتبتعد عن منهج السلف الصالح. وقد أظهر

هذه الآراء عندما تعرض لتعريف الإيمان وجعله مرتبطاً بالحقائق الخارجية المادية، حيث قال: " والإيمان ليس مجرد إيمان وإنما توحيد، أي الإنسان مرتبطاً

بالحقائق الخارجية وتحريره من عالم الأشخاص والصور الذهنية " [1] .

وينطلق جودت من مفهوم حسي للغيب حيث يقول: " وهكذا يصبح الغيب

علماً، عندما تكون طريقة إيماننا بالقيم السماوية كإيماننا بأي شيء محسوس " [2] .

ثم يربط بين الإيمان ونتائج الأسباب في عالم الواقع سلباً وإيجاباً فيقول: " إذا

أدركنا معنى ربط الأسباب بالنتائج، وأنها ليست عقلية وإنما مشاهدية، نستطيع أن

نربط الإيمان بالنتائج فإذا شاهدنا الإيمان ونتائجه، جعلنا شروط العلم بكل محتوياته

في موضوع الإيمان " [3] .

ثم يجعل للعلم - الذي وضع له شروطاً حسية - سلطاناً على دين الله حين

يقول: " كما بسط العلم سلطانه على الفلك والكيمياء والطب فسيبسط سلطانه أيضاً

على الدين " [4] .

ومما لا شك فيه عند المسلمين جميعاً أن العقيدة لا تؤخذ إلا من مصدر واحد

هو طريق الوحي، طريق النبوة. قال تعالى: [وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحاً مِّنْ

أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ ولا الإيمَانُ ولَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشاءُ مِنْ

عِبَادِنَا وإنَّكَ لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ ومَا

فِي الأَرْضِ أَلا إلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ] [الشورى 54] .

لقد قرن جودت مفهوم التوحيد بالوقائع الخارجية المادية، كما أخضعه إلى

مرحلية تاريخية عند قوله: " إن العلماء يشكون من أن العلم كَمَلكة في البشر

وكمعرفة لكنهه وتعميمه محدود الانتشار بين الناس، كما أن ظهوره بين البشر

تاريخياً محدود أيضاً، وحديث النشأة، إن التوحيد في مبدئه ومنتهاه إنما هو إيقاظ

ملكة العلم " [5] .

ثم يظهر المفهوم المادي لتوحيد الله عندما يقول: " وتوحيد الله يأمر بالنظر

إلى الوقائع الخارجية للاتصال بالحقائق الخارجية وإعطاء معنى أقدس لظاهرة

الكون كعملية إبداع " [6] . ثم يصل جودت سعيد إلى الهدف الأساسي من بحث

التوحيد والعلم إلى النتيجة النهائية في تعريف الإيمان: " يصبح العلم في نهاية

الأمر هو الإيمان، والإيمان هو العلم والشرك هو الجهل، والجهل هو الشرك) [7] وتعتبر هذه التعريفات غريبة على العقيدة الإسلامية، وليس من الصعوبة

إيجاد المصادر المستمدة منها، فإن سجل الفرق الكلامية الضالة حافل بمثل هذه

الآراء، ومثال ذلك قول الجهم بن صفوان: (الإيمان هو المعرفة، والكفر هو

الجهل) .

قد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - معنى الإيمان بما لا يدع مجالاً للجدل

والانحراف وذلك في حديث جبريل المشهور حين سأل النبي - صلى الله عليه وسلم

- عن الإيمان: " قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه

ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقت " [8] ، ولكن

جودت سعيد تأثر بالمنهج المادي، حتى لم يعد عنده للغيب اعتبار، وقد قال تعالى: [الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ] [البقرة 3] .

لقد قاده هذا الفهم إلى أن يجعل للبشر سلطاناً على تصور وجود الروح من

خلال كشف السنن فقال: " هذا الوجود السنني هو نوع آخر من مراتب الوجود،

وربما يكون مدخلاً لتصور وجود الروح، والله تعالى له الخلق والأمر والروح من

أمر الله، [قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي] [الإسراء 85] . وأمر الله، وكلمة الله،

وسنة الله ألفاظ قد تكون متقاربة في مدلولها، ولكن سنة الله قد توصف بأنها لا

تتبدل ولا تتحول " [9] .

مصطلحات الاعتقاد:

يسخر جودت من المسلمين حين يعظمون التشكك بالاعتقاد فيقول: " ولكن

السلوك هو الكافر (من ترك الصلاة فقد كفر) والمسلمون عكسوا القضية فعظموا

التشكيك في الاعتقاد، وتهاونوا بالتقصير بالأعمال " [10] . صحيح أن بعض

الفرق تهاونوا بالأعمال ولكن من الخطورة بمكان كبير تعميم هذه القاعدة ومحاولة

عكس مفهوم عقيدة أهل السنة والجماعة، للمصطلحات الشرعية (الإيمان، والشرك، والكفر) حيث يعتمد المسلمون في تحديدها على منهج القرآن، قال تعالى: [إنَّ

اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ويَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ومَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى

إثْماً عَظِيماً] [النساء 48] . ومنهج أهل السنة في هذه المسألة واضح من خلال

قولهم المشهور: " ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله " [11] .

والاستحلال أمر اعتقادي قلبي، وقد تَبَنَّى الخوارج هذا المنهج واعتبروا مرتكب

الكبيرة - المعصية أو السلوك - كافراً حتى تجرأ هؤلاء على تكفير الصحابة

وتطبيق الأحكام الخاصة بالكافرين في حق المسلمين. وقد ذكر جودت مذهبي

الجبرية والقدرية ولم يذكر الرأي الصحيح وهو ما عليه أهل السنة والجماعة إذ

يقول: " ومن أسباب جعل السلوك البشري خارج العلم وخارج السيطرة عليه أمران: أولاً: فهم العقيدة الدينية فهماً خاطئاً، وهو أن الله يفعل ما يشاء [ومَا تَشَاءُونَ

إلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ ... ] [التكوير 29] وتاريخ النزاع طويل بين الذين يرون

الجبرية في سلوك البشر، وبين من يرون الانسان مخيراً في سلوكه " [12] .

وظاهر كلامه الانتصار لمذهب المعتزلة الذين يرون أن للإنسان مشيئته التامة دون

ربطها بمشيئة الله، ويجعلون عقولهم الحكم على أمر الله، فيقولون: يجب على الله.. كذا بناءاً على تصوراتهم البشرية عن الحكمة والعدل، وهذه النظرة للاعتقاد

تحمل جودت على القول: أن الاعتقاد خاضع لعمليات الضبط والتصحيح وذلك

حين يقول: " إذا كان عالم الأشخاص يقدم لنا العلم والتوحيد إلا أن العلم والتوحيد لا

بد أن تجري فيهما دائماً عمليات التصحيح والضبط " [13] .

كيف بدأ الخلق:

لبيان موقف جودت من موضوعات الخلق نجده يلجأ إلى فكرة إعادة النظر

فيما تعتقده الأمة بموضوع كيف بدأ الخلق، وعند تفسير قوله تعالى: [قُلْ سِيرُوا

فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ] [العنكبوت 20] . يقول: (تحتوي هذه الآية

الكريمة على منهج محدد للبحث يشمل جوانب العالم المادية وغير المادية، الجواهر

والأعراض حسب تعبير الأقدمين، فالموضوع يشمل كل الكائنات من الذرة وما

دونها من الصفر إلى المجرة بل عموم الكون من المواد العضوية إلى الإنسان الذي

هو في أحسن تقويم، عضوياً وفكرياً واجتماعياً، ومن الأفكار الأولية التي

أعقدها) [14] .

وعن السبب في تبني هذا المنهج يقول جودت: " أن معرفة كيف بدأ الخلق

وفهم الأمور على هذا المستوى، ينبه الإنسان إلى أن الخلق قد ينمو ويتحسن لأن

من عرف كيف بدأ الخلق ضعيفاً وعاجزاً ثم نما نمواً بطيئاً وأن هذا النمو اقتضى

دهوراً طويلة، فقد يقوده التأمل في بدء الخلق إلى التفكير في مصير الخلق " [15] ، ثم يبين جودت الأمور التي تخضع للبحث وعدد بعضها، فقال: " وعلى مقتضى ...

هذه الآية ينبغي أن يذكر في مقدمة كل موضوع كيف بدأ خلقه، حتى ما يتعلق

بطريقة الإيمان بالله: كيف بدأ الإنسان يدرك معنى الألوهية، إذن كل موضوع له

بدء خلق بالنسبة لدخوله إلى إدراك الإنسان، وبمقتضى ما تطلبه الآية ينبغي أن

نعيد النظر في كل ما نراه من حيث كيف بدأ خلقه " [16] .

إن إعادة النظر هذه وإعادة البحث في أمور اعتقادية مقررة في النصوص

الشرعية، يعتبر خروجاً على هذه النصوص وتعطيلاً لمضمونها، وإن الخطر لا

يكمن لمجرد إعادة النظر في هذه القضايا فحسب وإنما في تغيير مكان الدليل،

ومكان هذا العلم، ويقول: (إن هذه الآية تنقل موضوع بحث معرفة كيف بدأ

الخلق، من آيات كتاب الله إلى آيات الآفاق والأنفس والسير في الأرض) [17] .

ما هي الحاجة الملحة التي يراها جودت لإعادة النظر بالمعارف التي يتضمنها

كتاب الله أو سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟

نستطيع أن نشير إلى موضوعين هامين يطلب جودت فيهما إعادة النظر

وتغيير الاعتقاد السابق، وهما بداية الإيمان بالله، وخلق الإنسان، فكيف خلق الله

الإنسان؟ من لا يعرف كيف خلق الله الإنسان؟

إن الطفل الصغير ليدرك هذه الحقيقة.. إن الله خلق الإنسان من تراب فقد

قال تعالى: [إن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ البَعْثِ فَإنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ] [الحج: 5] .

وقال أيضاً: [قال: يَا إبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ] [ص: 75] .

ثم يبين الله كيف بدأ الخلق: [الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وبَدَأَ خَلْقَ الإنسَانِ مِن

طِينٍ] [السجدة: 7] . لقد بين الله تعالى لنا بطريقة واضحة كيف بدأ خلق الإنسان، الخلق والمادة التي كان منها الخلق، وتفصيلات عن طريقة الخلق، فلماذا نبحث

هذه القضية في مصدر آخر؟ وما حقيقة أن نطلب تعديل ما هو مقرر في كتاب الله؟ أليس في ذلك نفي لقدرة النصوص الشرعية، على تقديم المعرفة العلمية

الصحيحة؟ ولقد فصل القرآن كل شيء عن خلق الإنسان، ولا نحتاج إلى تلقي

هذه المعلومات من مصادر أخرى.

لقد خالف جودت إجماع المسلمين في تلقي النصوص الشرعية والعمل بها

والتحاكم إليها عند التنازع والرضا التام بما يصدر عنها، ولئن لم يعتقد جودت

بتلقي، كيف بدأ الخلق من الكتاب والسنة فمن أين يحصل عليها؟ هل نعود في

ذلك إلى الذين ساروا في الأرض وقاموا بالحفريات ثم قالوا بنظرية النشوء

والارتقاء، أو الانتخاب الطبيعي، أو الصفات المكتسبة، وقد دحض العلماء هذه

النظريات وكذبوها، ولكن جودت لا يزال يلمح إليها في كل مناسبة، رغم أنه لا

يؤمن إلا بما يصدر عن الواقع والأمر الحسي إلا أنه في موضوع التطور يتخلى

عن منهجه المادي قليلاً ليقول بلغة التخيل: (لو تيسر للإنسان أن يراقب فكرياً

وضع الكرة الأرضية ونشوء الحياة فيها وأنواع الحيوان التي عاشت عليها، وأنها

يوماً ما كانت الحياة كلها في الماء، ثم صارت في اليابسة ثم وجد الإنسان، لماذا لا

يخطر لنا أن هذا الخلق لا يزال مستمراً؟ لماذا لا يخطر لنا أن الخلق لم يتوقف ولا

يزال يخلق، ويزاد في الخلق وأن هناك نشأة أخرى؟) [18] . يقصد النشأة في ...

الحياة الدنيا أو الانسان المتفوق (السوبرمان) [*] ثم يقول بأسلوب السخرية من

المسلمين: " إن التاريخ سيضطر المسلمين أن يغيروا فهمهم للقرآن، لهذا يقفون من

التاريخ موقفاً سلبياً " [19] .

كيف أدرك الإنسان الألوهية؟

إن طلب جودت إعادة النظر بموضوع كيف بدأ الإنسان يدرك معنى الألوهية، وكيف كان الإيمان بالله، وكيف نتلقي هذا الأمر من خارج القرآن الكريم؟ تلك

أمور تحتاج إلى وقفة مع جودت، وذلك لأن موضوع إدارك الإنسان الأول - آدم

عليه السلام - لمعنى الألوهية لم يكن موضوع اختلاف بين المسلمين، لأن هذه

الحقيقة واضحة عندهم، ولا تغيب عنهم، وهم يتلقونها من كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأما ميدان هذه البحوث والجدل القائم حولها فهو لدى علماء الاجتماع الوضعيين،

الذين يرفضون تلقي هذه العقيدة من مصدر الوحي، ويظهر أن جودت قد انحاز إلى

رأيهم وتبني منهجهم في هذه القضية، وأصبح يدعو لإعادة النظر فيها، وهو يؤمن

كما يؤمنون بمراحل التاريخ وتقسيماته، إذ يقول جودت عن التاريخ: " قطع

الإنسان فيه مراحل ومراحل حين خرج من حياة الصيد إلى الرعي إلى الزراعة،

إن تقسيم تاريخ البشر إلى عصور حجرية وقديمة وحديثة وعصر البرونز والحديد

كل ذلك يدل على: كيف بدأ الخلق والعلم وخلق السيطرة والتسخير " [20] .

ولا يشك المسلمون - كما يفعل علماء الاجتماع - بأن آدم -عليه السلام- كان

نبياً وكان موحداً خالصاً، وأنه تلقى عقيدة التوحيد من الله تعالى: [إنَّ اللَّهَ

اصْطَفَى آدَمَ ونُوحاً وآلَ إبْرَاهِيمَ وآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ] [آل عمران 33] .

وقال تعالى يصف توبة آدم: [فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ

الرَّحِيمُ] [البقرة 37] .

هذا هو منهج آدم ومنهج الأنبياء من بعده، وكلما أتى على هذا المنهج طارئ

من المعتقدات المنحرفة، كان يستدعي إرسال رسول جديد. وظن أصحاب التوجه

المادي أن هذه الانحرافات في تاريخ البشر، هي تطور في تاريخ العقيدة، فوضعوا

على أساس هذا الفهم الخاطئ تصورات عن تطور مفهوم هذه الألوهية، من

التعددية إلى التثليث إلى الثنائية إلى التوحيد، وأنكروا أن يكون أول البشر مهتدياً

موحداً، وظهرت عند بعض المسلمين هذه الأفكار واستخدموا عبارات علماء

الاجتماع الوضعية ذاتها، مثل قولهم: الأديان العليا، والأديان السفلى، كما جاء

عند جودت في كتاب اقرأ: " لهذا اعتبر توينبي الحضارات نكوصاً عن الأديان

العليا، فالأديان العليا إنسانية وسمو.. " [21] ، والقرآن يرد هذا الافتراء حيث

يقول الله تعالى: [كَانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ ومُنذِرِينَ وأَنزَلَ

مَعَهُمُ الكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ومَا اخْتَلَفَ فِيهِ إلاَّ الَذِينَ أُوتُوهُ

مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحَقِّ

بِإذْنِهِ واللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ] [البقرة 213] .

- يتبع -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015