لم يكن سقوط بغداد (656 هـ) ممكناً لولا خيانة الوزير ابن العلقمي، لأن القوى الخارجية تبقى محدودة التأثير ما لم تتعاون معها قوى عميلة من الداخل.
تكررت مآسي المسلمين بعد سقوط بغداد فتساقطت مدن الأندلس واحدة تلو
الأخرى وتتابعت المآسي، فضاعت فلسطين وبضياعها ضاعت حقوق أهلها، وها
نحن الآن نعاصر ضياع البوسنة والهرسك والأعداء هم الأعداء، وطريقة الضياع
هي نفسها لم تتغير، والعالم الإسلامي يقف متفرجاً كأنما أصيب بالشلل التام.
إنه أمر عجيب تحار فيه العقول! !
ما الذي دهى المسلمين حتى ضاعوا وأضاعوا حقوقهم وبلادهم. إننا لا نطلب
من العلماء والمفكرين وصف الداء بل وصف الأدواء علنّا نجد مخرجاً من هذا
المأزق، كما نطلب أن يتحملوا المسؤولية كاملة قولاً وعملاً، قياماً بما يمليه عليهم
الواجب في هذه الأيام العصيبة التي كرست اليأس الذي يكاد أن يحيط بالمسلمين.
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... المحرر