عمر محمد أبو عنزة
يا قوم تحية لكم، جراحاتنا لا تعد، فكلما تذكرنا جرحنا في بورما، فتح
الجرح الآخر في سريلانكا، ثم تبعه جرح الهند، ولا أنسى جرح الفلبين،
وسأعرج بعد عودتب من الفلبين على جرح فطاني، ثم أعود لفلسطين الحزينة
وأتركها لأنتقل إلى وسط آسيا، ومنها سأمشي إلى سرايفو المثقلة بالمآسي والفظائع، فهل انتهينا؟ لا، فالمسلمون في كل مكان، ما بين تنصير وتغريب، وتقتيل
وتشريد واغتصاب وتعذيب، أرواح تزهق، أعراض تنتهك، موارد تنهب عيانا
جهارا، وإزاء هذا كله ما زال الصمت، كصمت الحجارة والصخور الصم.
آه يا قوم الصمت آه جعجعوا، ازبدوا، ارعدوا، انطلقوا، لا تبقوا هكذا،
فصمت الحجر قاس، والشجرة ترفض الصمت، فإن احتاجت الماء، عبرت عن
ذلك باصفرار أوراقها فهب زارعها وأعطاها ما تريد، أما الحجر فالصمت الصمت.
لمثل هذا يذوب القلب كمد ... إن كان في القلب إسلام وإيمان
ولكن:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان ... ولا دنيا لمن لم يحيي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين ... فقد جعل الفناء لها قرينا