المسلمون والعالم
مشاهدات في بلاد البُخاري
(5)
د. يحيى اليحيى
لقد تضافرت الدول النصرانية على دعم الكنيسة وبرامج التنصير في الاتحاد
السوفييتي - المنهار -، وقامت ببناء الكنائس في مختلف الجمهوريات، كما قامت
بترجمة الإنجيل إلى جميع لغات شعوب المنطقة، حتى اللغة التي لا يزيد عدد
الناطقين فيها عن مائة ألف، فلقد ترجم الإنجيل إلى لغة شعب (قره جاي) في بلاد
القفقاز الذين لا يزيد عددهم عن مائة وستين ألف. وشيدت الكنائس في طاجيكستان
وداغستان وغيرهما، وافتتحت المدارس التنصيرية في مدينة (خولو) في (أجاراي) وقدم للطلاب السكر والدقيق والملابس، وقد التحق بالكنائس عدد من أبناء
المسلمين.
أما من الناحية التجارية فقد قدمت وفود كبيرة من الأوربيين والأمريكيين
واليابانيين لاستثمار المنطقة، والسيطرة على مواردها واستغلال ثرواتها، وقد
لاحظنا كثرة الوفود للغرض التجاري، فما إن يفارق الفندق وفد حتى ينزله وفد
آخر!
أما اليهود - عليهم لعائن الله - فقد شرعت (إسرائيل) في إقامة بعض
المشاريع داخل هذه الجمهوريات، وبدأت شركة طيران (العال) اليهودية رحلاتها
إلى الجمهوريات، وتقوم الآن بتنفيذ مشروع زراعي [*] كبير بولاية فرغانة - ومن
المعلوم أن ولاية فرغانة هي من أكثر المدن تمسكاً بالإسلام - وأقامت عدداً من
المشروعات المشابهة في جمهورية القرغيز. وهذه قائمة ببعض أنشطتهم: ...
1- أول من وصل إلى المنطقة وفد من إدارة العمل الاسرائيلية، الذي زار
أوزبكستان في بداية عام 1991م وكان على رأس الوفد المدير العام لخدمات
التوظيف، وقد صرح الوفد: أن كثيراً من اليهود الذين هاجروا من أوزبكستان إلى
(إسرائيل) يرغبون في تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
2- وقعت شركتان إسرائيليتان هما (شركة أناب للتجارة والاستثمار المحدودة، وشركة مركور) على اتفاقية مع اللجنة الإدارية لخُوارزم اوبلاست لإقامة مشاريع
لإنتاج النسيج.
3- قام وفد من جمهورية القرغيز بزيارة (إسرائيل) ، وتم الاتفاق على
إنشاء جمعية تجارية إسرائيلية قرغيزية في بشكيك لإنشاء عدد من المشاريع في
قرغيزيا.
4- تم الاتفاق على إنجاز عدد من المشاريع الصناعية على يد اليهودي
السوفييتي والمؤلف المشهور (شنعيز ايات ماتون) ، الذي اتفق مع (إسرائيل)
على إنشاء المصانع التالية في قرغيزيا:
* مصنع للسجائر.
* مصنع إنتاج علب البوليثيلين للمنتجات الغذائية.
* إنشاء مزرعة نموذجية مساحتها 2000 هكتار بمساعدة إسرائيلية من
الناحية الفنية.
* إنشاء مصنع لتعبئة الحليب.
* إنشاء شركة لتصنيع آلات الري.
5- قام وزير الزراعة الإسرائيلي إيتان بزيارة لقرغيزيا وبحث موضوع إقامة
مشاريع في مجالات الري وإنتاج القطن، وصوامع الحبوب، والبيوت المحمية،
وتربية المواشي.
6- أقامت جمهورية آذربيجان اتصالات رسمية مع (إسرائيل) ؛ حيث جرى
توقيع بيان مشترك مع الوفد الإسرائيلي برئاسة الوزير الصهيوني للعلوم
والتكنولوجيا يوفال نيمان ورئيس آذربيجان مطلبوف حيث وقعا في (باكو) على
اتفاقية رحلات جوية بين (باكو) وتل الربيع (تل أبيب) كل يوم أربعاء.
أما الإسماعيلية الآغاخانية: فتحاول الآن بناء مركز لها تزيد تكلفته على مائة
مليون دولار في سمرقند، وأن دراسة المركز كلَّفتها مليون روبل.
أما القاديانية فقد دخلت جمهوريات بحر البلطيق، وقامت بنشر مذهبها بين
المسلمين الذين لا يعرفون شيئاً عن الإسلام، وقد حدثني أحد المسلمين هناك أن
القاديانية جاءتهم من بريطانيا، وأن المسلمين لا يوجد بينهم مَن يحسن الإمامة.
أما الروافض (الشيعة) فلهم تاريخ أسود مع أهل السنة في تلك البلاد،
وخاصة أيام الدولة الصفوية التي أسسها الشاه إسماعيل في إيران، فقد أحس
العثمانيون بالخطر على القفقاز بسبب اتفاق الشاه طهماسب الرافضي (ت984 هـ/ 1576م) مع إيفان الرهيب (1530-1584م) على معاداة العثمانيين في القفقاز.
ابتدأ الروس بمناجزة بلاد القفقاز بعد الانتهاء من بلاد التتار، وتم الاتفاق بين
الشاه الصفوي الشيعي طهماسب والقيصر الروسي إيفان الرهيب، وبعد ضعف
العثمانيين احتل الروس بلاد داغستان وسواحل بحر الخزر الغربية. وبعد انهيار
الشيوعية نزلوا بثقلهم لمساعدة إخوانهم، وبَنِي ملَّتهم، والسيطرة على أهل السنة
والتأثير عليهم، وقد ذكر لي مفتي وقاضي طاجيكستان أن وزير الخارجية الإيراني
زارهم وتبرع بتوسعة مسجدهم، وقد اطلعت على هذه التوسعة، وذكر لي أيضاً أنه
تبرع بمكافأة للطلاب في معهد الإمام الترمذي، وهناك النشاط الإعلامي الذي تبثه
إيران لهذه الجمهورية باللغة الفارسية المشتركة وللعلم فإن كثيراً من أهل السنة لا
يعلمون عن الشيعة شيئاً، ولا يتصورون خطرهم، بل وجدت عدداً كبيراً من
الشباب يفتخر بهم لجهله إياهم.
أما الصوفية فيوجد عندهم كثير من الطرق الصوفية الغالية، إلا أن التأثير
الخرافي والذي يخشى من انتشاره بينهم، هو ما يحمله الزوار - من أهل الخرافة
- القادمون من الحجاز وبعض البلدان العربية والهندية، لأنهم يرون - خصوصاً
في أهل الحرمين - القدوة ويتقبلون ما يأتيهم منهم باعتبار أنهم من أهل العلم
والإيمان، وفعلاً قام هؤلاء بالدعوة هناك وبنشر الكتب في العقيدة وغيرها -
المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة - وبناء مساجد تحمل أسماء رموز أهل الخرافة
والتصوف.
هذه بعض جهود أعداء الله ورسوله في ديار العلم والعلماء، ولا شك أن مكر
الكفار كبير وتخطيطهم دقيق؛ كما قال - تعالى -: [وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وعِندَ اللَّهِ
مَكْرُهُمْ وإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالُ] [إبراهيم: 46] ، وقال - تعالى -:
[وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً] [نوح: 22] ، ولكن لنعلم أن مكر الكفار لا قيمة ولا وزن له
إذا ما تحرك أهل السنة والجماعة، وبذلوا ما بوسعهم في سبيل الدعوة إلى الله -
تعالى - وسيتحول المكر إلى ضعف وزوال إذا واجه أهل الله وخاصته؛ كما قال -
تعالى -: [وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أُوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ
الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً] [النساء: 76] ، وقال - تعالى: [لَن يَضُرُّوكُمْ إلاَّ أَذًى وإن
يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنصَرُونَ] [آل عمران: 111] .
لن تخيفنا النصرانية بدولها ولا اليهودية، ولا الطوائف المضللة إن قمنا
بتبليغ وإرشاد إخواننا هناك، وبذلنا ما نستطيعه من الجهد والمال لنشر الإسلام،
وإخوانا هناك هم الآن بأمسّ الحاجة إلينا، والساحة - ولله الحمد - تتسع لكل
العاملين، فاللهَ اللهَ لا تخذلنّ جهة من جهات أهل السنة الأخرى، بل لتعمل جميع
الجهات من أهل السنة والجماعة، وإن اختلفت وجهات النظر؛ فالساحة واسعة ولله
الحمد، ولا يمكن أن تغطيها جهة واحدة أو جماعة واحدة، ولابد أن نسارع إلى
عرض الإسلام في صورته الصحيحة، قبل أولئك المجرمين، قبل أولئك المضللين، قبل أولئك الزنادقة، لنقدم ما نستطيعه لدين الله - عز وجل - في بلاد أئمة
العلماء وثقاتهم.
حاجات المسلمين هناك:
تعيش المنطقة اليوم مرحلة خطرة، والغرب يخطط لها كي تنتظم في سلك
الدول الإسلامية التي أخذت بالمنهج العلماني (اللاديني) ؛ فوزير الخارجية الأمريكي
اجتمع بالمسؤولين هناك وعرض عليهم الإسلام التركي، دلالة على هذا العنوان
معلومة ومعروفة لأنهم لا يريدون الإسلام الذي يحضهم على العلم والتقوى
والصلاح، ويُرجعهم إلى تاريخ آبائهم الأولين في العلم والتعلم والجهاد في سبيل الله، فهم يريدون لهم أن يأخذو اسم الإسلام، أما المحتوى فهو العلمنة، والبُعد عن دين الله - عز وجل -.
عاش المسلمون هناك تحت نير الشيوعية وكأنهم خرجوا من سجون مظلمة،
والعدو الآن يخطط ويبذل كل شيء محاولاً طمس معالم الإسلام في قلوب الناس،
فلقد ذعر الشرق والغرب من بقاء المسلمين على دينهم على الرغم من هذه الحرب
الشرسة على معتقدهم، ومن هذه الإبادة التامة لعلمائهم وشعائرهم لمدة سبعين عاماً؛
ولذا أقول: لابد من مد يد العون لهم، ولابد من المسارعة في ذلك وبذل الوسع
والله - عز وجل - وصفنا أننا من المسارعين والمسابقين إلى فعل الخيرات، كما
قال - تعالى -: [وَيُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ] [آل عمران: 114] ، وقال -
سبحانه-: [سَابِقُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ والأَرْضِ]
[الحديد: 21] .
احتياجات مسلمي الدول المستقلة:
1 - المدارس الشرعية: وكما هو معلوم فإن المدراس الدينية في تلك البلاد
تشهد إقبالاً من الآباء والشباب، ومع ذلك تشكو من عدم وجود المناهج المدروسة
والتي تتناسب مع ظروفهم الحالية؛ لذا لابد من المسارعة إلى وضع المناهج
السليمة والصحيحة التي تجمع المسلمين على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله
عليه وسلم- ولا تفرقهم.
2- مواجهة الطوفان الكنسي النصراني، الذي أغرق الأسواق والمدارس
والمساجد بالأناجيل والكتب والنشرات والأشرطة النصرانية، بجميع اللغات،
وتكون المواجهة بسد فراغ الضائعين، والتصدي لغزو الملحدين وذلك بتقديم
المنشورات الإسلامية الصحيحة كافة.
3- العناية بالدعوة إلى الله واستغلال جميع الوسائل الشرعية.
4- إن الإقبال على التعليم في تلك البلاد منقطع النظير؛ لذا لابد من السعي
إلى تكثيف المدارس وتحمل مصارف تشغيلها، وإيفاد البعثات للدراسة في الجامعات
الموثوقة في الخارج.
5- العمل على إنشاء عدد من الكليات الشرعية لتأهيل العلماء والدعاة
والخطباء والأئمة.
6- اهتمام الناس هناك بصلاة الجماعة وحبهم للمساجد واضح، إلا أن
الإمكانات قد لا تساعد الجميع على بناء المساجد، فلابد من تكثيف المساجد واختيار
المناطق النائية والقرى البعيدة لذلك، مع العناية في نشر المساجد في كل قرية
وناحية، وترميم المساجد القائمة، واستغلال الفرصة في ذلك ما دامت تكاليف البناء
حتى الآن زهيدة إذا ما قِيست بغيرها، مع أن الأسعار تتضاعف مع تقدم الزمن.
7- العمل على شراء ووقف بعض المنشآت المعروضة للبيع لاستغلال ريعها
في الإنفاق على المشاريع الخيرية.
8- تنظيم برامج ودورات لإعداد وتدريب الدعاة.
9- تنظيم دورات للأئمة والخطباء.
10- تسيير قوافل الدعوة والإغاثة إلى المناطق النائية.
11 - الإشراف على رحلات الحج.
12- فتح مكتبات تجارية إسلامية مقروءة ومسموعة.
13 - فتح مكتبات في المساجد والمدارس مقروءة ومسموعة.
14- إقامة مراكز ترجمة إلى اللغات المحلية.
15- العمل على شراء دور الطباعة والنشر؛ لتتولى طباعة الكتب الإسلامية
والدوريات والمجلات والنشرات.
16- إنشاء مراكز إسلامية متكاملة في العواصم لتقوم بأنشطة متعددة، مثل
عقد المحاضرات والندوات، وإقامة المخيمات، والإشراف على الدورات المركزة
للدعاة والخطباء، ومتابعة برامج الإغاثة للمسلمين في المناطق النائية، وتنظيم
الزيارات والوفود واستغلال أوقاتهم لتحقيق المنفعة العامة.
17- الاستفادة من مواسم الخير مثل رمضان لإرسال الدعاة والعلماء لتعليم
الناس واستغلال تجمُّعهم في مثل هذه المواسم.
18- العمل الجاد على نشر اللغة العربية وتقريبها للناس، وذلك بإنشاء
مختبرات تعليم اللغة، وبعث المدرسين العرب إليهم، ونشر الآلات الكاتبة العربية
في المكاتب الرسمية وغيرها.
19- التركيز - وخاصة في البلاد النائية - على تعليم الناس وما يجب أن
يعلَّم من الدين بالضرورة مثل: توحيد الله - عز وجل - والوضوء والصلاة وغير
ذلك من الأحكام المفروضة.
20- العمل على إيصال بث إذاعة القرآن الكريم إليهم، باللغة العربية
ولغاتهم المحلية، حيث يوجد في هذه البلاد - أعني بلاد الحرمين - ولله الحمد -
من يجيدون تلك اللغات وهم على علم وفقه واعتقاد سليم، فينبغي المطالبة بذلك،
وتذكير المسؤولين به.
21- إقامة مصانع للمسلمين في بلادهم، كمصانع القطن والحرير؛ حيث لا
توجد عندهم مصانع ذات شأن يُذكر، مع العلم أن النصارى يتسابقون إلى ذلك،
فينبغي قطع الطريق عليهم.
22- العمل على انتخاب بعض الشباب لدراسة العلوم التقنية الحديثة في
الخارج، مع رعايتهم ووضع برامج تربوية لهم.
23- قيام لجنة من ذوي العلم والخبرة بزيارة المنطقة والبقاء فيها مدة كافية،
لتقدم للمسلمين دراسة متأنية واضحة عن المنطقة وحاجاتها.
كيف نأخذ أخبارهم بصورة صحيحة؟
لقد زار تلك المنطقة عدد كبير من الناس، على اختلاف طبقاتهم، ومشاربهم، واتجاهاتهم، وأديانهم، وكلٌّ يصف ما رأى، ويذكر ما يوافق مبدأه؛ لذا لابد من
الاعتماد على الثقات من أهل العلم والصلاح، والتجربة والرؤية الثاقبة، والدراسة
المتأنية لمعرفة أحوال أهل تلك البلاد، وعدم أخذ أخبارهم ممن لا يوثق به، أو من
المتحمسين والمستعجلين؛ حتى تكون الرؤية صحيحة وصائبة بإذن الله.
وأخيراً فهذه لمحة سريعة عن تلك البلاد وأهلها وبسط ذلك يحتاج إلى كتب
ومجلدات، وتستحق أكثر من هذا، كيف لا وهي بلاد أمير المؤمنين في الحديث،
أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - رضي الله عنه وأرضاه - وأسكنه فسيح
جنانه. إن هذه البلاد هي بلاد العلم والعلماء، بلاد الصلحاء والأتقياء، بلاد
المجاهدين في سبيل الله - تعالى - حتى كان بعض السلف يسميها (بلاد التقوى) ،
لكثرة ما فيها من العلماء الربانيين؛ ولذا لابد من أن نذكّر إخواننا هناك بأن يسيروا
على منهج أولئك، من المحدثين الصالحين البررة أمثال البخاري، والترمذي،
والنسائي وابن ماجة، والدارِمي، وعبد الله ابن المبارك، والإمام أحمد، وسفيان
الثوري، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم من نجوم هذه البلاد، فأهل هذه البلاد هم
أحفادهم وبَنُوهم، فلابد أن يسيروا على منهاجهم، وأن يقتفوا خطاهم، ويجب علينا
أن ننشر كتبهم عندهم.
وأقول مرة أخرى، ينبغي أن يحرص أهل العلم وأهل الثقة ممن يعرفون
لغات أولئك القوم - أن يقيموا معهم السنين، وإن لم يستطيعوا فالشهور، وأن
يكونوا دعاة إلى الله - عز وجل - وعلى بصيرة فإن الله - تعالى - سائلهم عن
ذلك، وهم لهم حقوق عليهم فقد فرطوا فيها سبعين عاماً، فليقوموا بذلك ويعوضوا
ما فات، كيف وهم يعلمون نشاط أعداء الإسلام بينهم، والله - تعالى - يقول:
[إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ] [النساء
: 104] ، أي إن يُصبْكم الألم في العمل الصالح بينكم وبينهم أنكم [تَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ...
مَا لا يَرْجُون] ، ترجون من الله الخير والثواب في الدنيا والآخرة وذلك ما لا ...
يرجونه.
فيا إخواني: كيف نراهن على ديننا؟ كيف نراهن على إخواننا؟ أعداء الله
وأعداء رسوله -صلى الله عليه وسلم-، قاموا بكل جهدهم، ونزلوا المنطقة بكل
ثقلهم، ولم نَرَ وجوداً يُذكر لأهل السنة والجماعة إلا ظلاً، فلابد أن نسارع قبل
غيرنا لإنقاذ هذه البلاد، قبل أن تدخل في العلمنة فتمسخ فِطَرهم، وينبغي عرض
أحوال أهل هذه البلاد على أهل الغيرة من أهل العلم، والمحسنين التجار، وعدم
التأجيل في ذلك.