شعر
د. محمد بن ظافر الشهري
يقولان رِفقاً بجسم رقيقْ ... بعينيك دمعٌ وفي الصدرِ ضِيقْ
وتحيا أسيراً لحرِّ الأسى ... وإن كنتَ تبدو كَحُرٍّ طليقْ
وقالا دعِ الهم أو بعضه ... ولم يعلما أنني لا أُطيقْ
فكيف السبيل إلى بسمةٍ ... وليس يقهقهُ صدرٌ خنيقْ؟ !
أنضحك والهدمُ في البَابِرِي ... ومن قبلُ في القدسِ شبَّ الحريقْ؟ !
ويَذبح " راموسُ " إخواننا ... على أرض " مورو " وما من شفيقْ
وفي مَقَديشو تُسال الدِّما ... ليُصنعَ منها لسَامَ الغبوقْ
وبثَّ الصليبُ رجالاته ... برغم الخلافاتِ - عند " الرفيقْ " [1]
وفي إِرِتِرْيا وجاراتِها ... ليخنقنا سَامُ عند المضيقْ [2]
وكشمير والهند لا تسألا ... عن الهَتْكِ فيها لشعبٍ عتيقْ [3]
فكم حُرة مزقوا سِترها ... ووالدُها مثخنٌ والشقيقْ
خليليَّ حلَّ بإخواننا ... من الضيم ما لا يسرُّ الصديقْ
أُذيقوا من الذلِّ ألوانَهُ ... فهل نتضاحكُ حتى نذوقْ؟ !
وحتَّام نَسْفُلُ في همِّنا ... وأعداؤنا همُّهم في سموقْ؟ !
ونشرب من قيء أعدائنا ... وإسلامنا فيه أحلى رحيقْ؟
وتبقى هُتافات أبنائنا ... تعيش النجوم يعيش الفريقْ؟
وتبقى وسائل إعلامنا ... لنشر الرذيلة والزور بوقْ؟
ونغمس في الفن أولادنا ... لِنُخرجَ معشوقةً أو عشيقْ؟
إذا زُرع الفسقُ في نسْلنا ... فهل نتوقع غير العقوقْ
ومَن كان عبداً لأهوائه ... سيُهوَى به في مكان سحيقْ
عجبتُ لمن سار نحو الهدى ... كسَيْرِ الفراشات نحو البريقْ!
وإسلامنا فيه إعزازنا ... وفيه تُنال جميع الحقوقْ
فؤاديَ يخفقُ من حبِّه ... فتسري محبتُه في العروقْ
فهيا لنُحيي به أنفُساً ... وإن لم يشأْ كلُّ نذلٍ صفيقْ
نجادلُ بالحق كل الورى ... ولا نَرْمِ مَن أسلموا بالمروقْ
خليليَّ سيراً على منهجي ... على منهجٍ سلفيٍّ عريقْ
وكُفَّا عن اللوم ولْتحْمِلا ... معي الهَمَّ أو فاتْرُكاني أُفيقْ