عبد الله بن محمد العسكر
طُوي الكتابُ وجفَّت الأقلامُ ... فعليكَ يا زمنَ الإباءِ سلامُ
واستأسد الفأرُ الضعيفُ بعصرنا ... وأُميطُ عن وجهِ اللئيمِ لِثامُ
تلك المآسي لستُ أحصي عدَّها ... في كلِّ يومٍ محنةٌ وسَقامُ
كلُّ المصائب سهلةٌ ويسيرةٌ ... أما مصائب أمتي فَجِسَامُ
إني أنادي والرياحُ عصيبةٌ ... والأرضُ حجرٌ والدِّيارُ ضِرامُ
يا ألفَ مليونٍ ألا مِن سامعٍ؟ ... هل من مجيبٍ أيها الأقوامُ؟
فأجابني صوتٌ دويٌ صاخبٌ ... أصغتْ له الوديانُ والآكامُ
فرفعتْ رأسي إذ بشبلٍ شامخٍ ... خجلتْ لفرطِ عُلُوِّهِ الأجرامُ
فسألتُه: مَن أنت؟ قال بعزةٍ: ... أنا مسلمٌ وشعاريَ الإسلامُ
أنا شبل سعدٍ يا نجومُ وخالدٍ ... أنا شبلُ حمزةَ ذلك الضِّرغامُ
الساجدون بليلِهم أما إذا ... لفحَ الهجيرُ فإنهم صوَّامُ
ثم انقضتْ تلك المفاخرُ كلُّها ... كأنما كانت لنا أحلامُ