مجله البيان (صفحة 1349)

متابعات

الصحف الغربية ومسألة البوسنة

جاء في افتتاحية الديلي ميل [1] البريطانية بتاريخ 6/12/1992 ما يلي:

في الوقت الذي أصبح فيه وضع المسلمين الباقين في البوسنة يثير الشفقة

والرحمة بشكل أكثر، ازاد الضغط من أجل تدخل عسكري غربي في النزاع.

فالرئيس جورج بوش وفرانسوا ميتران يريدان تنفيذ المنطقة الحيوية الآمنة، وهذا

يعني إسقاط أية طائرة بوسنية ذات جناح ثابت أو طائرة مروحية تحلق في الأجواء

المحظورة. فلم لا نعطي الصرب البوسنيين ضربة قاسية فهم المعتدون والمنفذون

أساساً لسياسة القمع؟ ولم لا نسحقهم؟ هذا فعلاً شيء يثير الإغراء لأن المسألة

الأخلاقية لا يمكن الرد عليها. ومع هذا يبقى جون ميجور ودغلاس هيرد قلقين

ولكن ليس دون سبب. فإذا ما أسقطت طائرات مروحية صربية هل سيصبح

إيصال المواد الغذائية أكثر سهولة أو أشد صعوبة؟ وهل يصبح الجنود البريطانيون

الذين يرافقون بشجاعة قوافل التموين أكثر عرضة لقذائف الصرب؟ وهل

سيرتجف عناصر المليشيات الصربية المتواجدة على التلال أم أنهم سيزدادون عنفاً؟ نحن لا نعرف ومعظم السياسيين لا يعرفون أيضاً لكن الذين هم مؤهلين أكثر من

غيرهم أولئك الضباط البريطانيون المتواجدون في ساحة الميدان في البوسنة تحت

علم الأمم المتحدة. فإذا ما أشار هؤلاء إلى الحذر فإنه يتوجب عندئذ على رئيس

الوزراء جون ميجور أن يستجيب لنصيحتهم.

تعليق:

من أراد فهم السياسة البريطانية فليتأمل ما تقوله هذه الصحيفة، وكيف تداور

وتنافق وفي النهاية تعتذر بمصلحة الجنود البريطانيين والأصل هو الحلف المبطن

مع الصرب

لن نسمح بسقوط سراييفو [*]

أعلن زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار بادي أشداون الذي انفرد حزبه عن

بقية الأحزاب في بريطانيا بتأييد خطوة عسكرية لوقف اعتداءات الصرب بأن: (قوات الصرب تجلس على التلال آمنة من العقاب وتدمر مدينة مدينة من أجل

التسلية. فقد حانت اللحظة التي يتوجب أن نفعل فيها شيئاً ما. فإذا ما استخدم

سلاح الجو هنا (أي في البوسنة) فإنه يمكن تدمير الأسلحة الثقيلة التي تدمر سراييفو. وقال بادي أشداون في وجه الانتقادات التي تقول بأن سلاح الجو غير فعال في

البوسنة: (إذا كان الأمر كذلك فلماذا يخشى الصرب هذا الخيار كثيراً؟) . ...

وقال بعد لقائه بنائب رئيس البوسنة احجيب غانيك: (إنني والسيد غانيك

متفقين في الرؤية. فنحن لن نسمح بسقوط سراييفو في يد دولة الصرب في عملها

العدوانى الأخير. فسراييفو هي رمز أهليتنا للتمسك بالقانون الدولي. إنني أتوسل

إلى الغرب أن لا يحسب فقط تكاليف التدخل ولكن عدم التدخل الذي ستكون نتيجته

تدمير مدينة أوروبية) .

الذبح باسم صربيا الكبرى

نشرت صحيفة الهيرالد تربيون تقريراً أخبارياً يوم الاثنين في 14 ديسمبر

1992 حول هذا الموضوع لمراسلتها في زغرب سلافنكا دركولك فيما يلي عرض

لبعض ما ورد فيه:

يبدو أن ما يحدث في البوسنة والهرسك ضد النساء المسلمات والكروات لا

مثيل له في تاريخ جرائم الحرب. فالنساء يغتصبن بطريقة منظمة وكأنها جريمة

حرب معدة لتدمير شعب مسلم وتقويض حضارته وتكامله الديني وتقاليده. وأعداد

النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب يثير القشعريرة. فقد قدرت وزارة الداخلية في

البوسنة والهرسك في شهر أكتوبر الماضي، أن خمسين ألف امرأة قد اغتصبت

وأن عدداً كبيراً قد تعرض للاستجواب. ويخشى أن يكون العدد قد تضاعف منذ

ذلك الوقت أكثر. ففي العالم المتحضر يعتبر الاغتصاب جريمة حرب والاغتصاب

الجماعي وسيلة إبادة محرمة في القانون الدولي. فحياة عشرات الآلاف من النساء

قد دمرت والعالم مدين لهن بذلك على الأقل. فيما يلي سرد بسيط لما جرى لواحدة

منهن فقط:

تقول السيدة ز. ن. البالغة من العمر أربعين عاماً أن (عصابات) التشكانيك

بمجرد دخولها المدينة بدأت باختيار النساء والأطفال والعجز. فالرجال اقتيدوا،

بحجة إعادة توزيعهم، إلى معسكرات التصفية والتعذيب. أما نحن النسوة فقد

ساقونا إلى مدرسة حولت إلى معسكر. وقام جيراننا السابقون بوضعنا في السجون

فقد عرفت العديد ممن كانوا يزوروننا في الماضي. وبمجرد دخولنا المعسكر دخل

أتباع الزعيم الصربي ميلان مارتيك ببنادقهم واختاروا الفتيات والنساء صغار السن

ووضعوهن في قاعة وأخبروا عصابات التشكانيك بأن يفعلوا بهن ما يشاؤوا. خيم

الهدوء للحظات قفز بعدها رجال التشكانيك على النسوة كالحيوانات وأمعنوا بتمزيق

ملابسهن وشد شعرهن وقطع نهودهن بالسكاكين. وقام هؤلاء بقطع كرش أي امرأة

تلبس سروالاً تقليدياً خاصاً بالمسلمين. وأما النسوة اللواتي بدأن بالصراخ فقد قتلن

مباشرة. وقام رجال التشكانيك باغتصاب النساء والفتيات وتعذيبهن أمام بضعة

مئات من السجناء لعدة أيام. لقد كان منظراً لا يمكن تحمله، رؤية اغتصاب فتيات

أمام ذويهن.

في المساء عادة وبعد أن يشرب رجال التشكانيك كثيراً من الخمر، يأتون إلى

القاعة حاملين مصباحاً يدوسون علينا بحثاً عن فتيات تتراوح أعمارهن بين الثانية

عشرة والثالثة عشرة من العمر، لكن الفتيات الصغار يبدأن بالصراخ ويتشبثن

بأمهاتهن بقوة فيعلق شيء من ثياب أمهاتهن في أيدهن وهن يحملن مكرهات.

وبينما يقوم رجال التشكانيك بذلك يطلق النار علينا. وبعد ذلك يترك رجال

التشكانيك أجساد الفتيات في القاعة لكي نراها. لقد ذرفن الدموع حتى الصباح.

بعدها تأخذ الجثث لترمى في النهر. وهذه الصورة تتكرر كل يوم: يغتصبون

النساء ويقتلونهن أمام المئات منا.

وذات مرة، أخذت امرأة صغيرة السن مع طفلها إلى وسط القاعة. كان ذلك

في شهر مايو. فقد طلبوا منها أن تخلع ثيابها. وضعت طفلها على الأرض بجانبها

وقام أربعة رجال من التشكانيك باغتصابها. لقد كانت تنظر بصمت إلى طفلها

الجاهش في البكاء. وعندما تركوها طلبت منهم إذا كان بإمكانها إرضاع طفلها فما

كان منهم إلا أن قطعوا رأس الطفل بسكين. لقد صرخت المرأة المسكينة فأخذوها

إلى الخارج ولم تعد بعدها إلى القاعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015