شعر
الحريق في البوسنة
عوض هاشم
شب حريقٌ في البوسنة، ...
والتهب الهرسكْ. ...
واضطرمت نيرانٌ ملعونة.. ...
وانتشرت أحقاد.. مدفونة.. ...
باركها " بطرسْ ": ...
وتغامض عنها يضحكْ ...
عم الدنيا " سام ". ...
شب حريقٌ في البوسنة ...
يا عرباً.. يا أهلَ الدارْ.. ...
يا مليارْ.. ...
قطرةُ ماءٍ من واحدكم ...
تكفي كي تذوى النار ...
كم أُخفي خَجلي كالمرأةْ ...
حين تداهمُني الأخبارُ السودْ ... ...
لا عذرَ يْبرِّئني من عار العجزْ ...
لا يستر ضعفي " إنفاقٌ " أو " جودْ " ...
فالجرحُ عميق.. لا تسعفُه أَرغفةُ الخبزْ.. ...
الكمدُ القاتلُ يحرقْني ...
أتساءَلْ: أتجادلْ! ! ...
هاتوا يا صحبي أجوبة تعقلْ! ! ...
كيف يصيرُ الباطلُ حقاً؟ ؟ ...
كيف تميلُ الكفةُ كل الميْل؟ ؟ ...
والأمةُ تُغمض أَعينَها.. ذُلاً.. ...
هل صِرنا حَقاً كغُثاءِ السَّيل؟ ؟ ...
عذراً.. يا " علي عزتْ ".. ليس معي " جيش ": ...
صفحاً يا " بيجوفيتش ".. ...
يا وطناً مسفوح الإنسانْ.. ...
إني مثلك.. تقصفني " الجُرذان " ...
أَشهد أني قد أوصلتُ الأنباءْ.. ...
وأَنِّي قد ردَّدتُ مآسيكمْ كل مساءْ.. ...
وأن نداءَ الغوثِ الصادرِ من " سراييفو " ...
داستْه الأهواءْ ...
صبراً.. يا نسل " الفاتح ".. ...
لا تركَنْ إلا لله الفردْ.. ...
ما من خوْضِ المعركةِ الكُبرى بُدْ ...
فالصربُ ذراعٌ للشيطانِ الوغْدْ ...
ما هم إلا بعضُ أصابعْ ...
من أصل اليدْ ... ...
إنْ همْ إلا واجهةٌ، ...
والحقدُ الأسودُ ممتدْ.. ...
ينتشرُ سريعاً " كالسرطان ".. يمتدْ ...
يمتدْ ... ...
ما لم تصْحُ الأمة فوراً ... ...
ما لم تُشرق فيها شمس ... ...
ما لم ينْبُتْ فيها مغزىً للغدْ.. ...
ما لم تَبلٌغْ سِنَّ الرُّشْدْ.. ...
لنْ يوقف هذا الخَطر القادم.. أعلى سدْ. ...