الصفحة الأخيرة
عبد القادر حامد
الناظر إلى الجهود التي تبذل من أجل وقف المد الإسلامي، وكبت إحساس
المسلمين بذاتهم - وبخاصة جيل الشباب الذين هم أجيال المستقبل - يُخَيِّل له أنه
أمام سيل جارف يحاول بعض الناس المذعورين وقفه ببناء سد هنا، وسد هناك،
أمامه، أو بمحاولة تحويله إلى حيث ينجون ومن يعولون من مدِّه. وهم في جهودهم
المضاعفة اليائسة، والتي لا تخلو من مهارة وقوة وحسن تصرف عند مداهمة
الخطر؛ يغيِّرون ويبدلون من خططهم، ويجربون هذا الأسلوب، بعد أن فشلت
الأساليب قبله، ويستعينون بالخبرات المتراكمة عبر التاريخ عند هذه الأمة أو تلك،
وعند هذا الطاغية العاتي؛ أو ذلك العتل الجبار.. ومع كل ذلك يكسح السيل
الجارف ما يوضع في طريقه، فما إن تسد ثغرة إلا وتنفتح ثغرات، وما إن يقام
رَدْمٌ إلا وتنهدم رُدوم.
يجب أن نعترف بمواهب وصبر المذعورين من المد الإسلامي. وقدرتهم
على الاستنفار في ساعات الفزع، مع اعترافنا أيضاً بما لهم من مدد ومساندة تأتيهم
من أولياء الشيطان، ولكن حريٌّ بالمسلم أن لا ينسى حقيقة بسيطة هي من صلب
عقيدته، وهي ضعف الباطل مهما علا، وهشاشته مهما تضخّم، [إنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ
كَانَ ضَعِيفاً] .
متى تتساند جهود العرب المسلمين كي لا يظل مناخ بلادهم الاجتماعي يشبه
مناخ بلاد البنغال الطبيعي، حيث قضي على الناس هناك أن يُقَطِّعوا أعمارهم بين
إصلاح وترميم آثار جائحة سابقة؛ وترقب هجوم وحلول جائحة لاحقة؟ !