البوسنة..
هل تصبح فلسطين ثانية؟
بدأت صورة الوضع العام للمسلمين في البوسنة تتضح أكثر فأكثر، فالصرب
مستمرون في القصف والتهجير وهدم المساجد (300) مسجد وقتل العلماء،
وحصار المدن والقرى المسلمة، أو التي فيها أكثرية مسلمة، والحيلولة دون
وصول الغذاء والكساء لهم. والغرب يرى أن المشكلة مشكلة إغاثة فقط! وهذا
يعني أن مسلسل التهجير مستمر، وحتى قبول المسلمين المنكوبين كلاجئين
أصبحت الدول الغربية تجادل فيها، وتعتذر بأعذار كثيرة واهية، وكل ذلك من
أجل أن هؤلاء اللاجئين مسلمون، ففي باريس قال مصدر عسكري: إن القوى
الغربية تدرس إمكان إقامة مناطق لجوء آمنة (على نمط ما فعل به الأكراد) وفي
إيطاليا قال قائد القوات الأمريكية: إن لديهم أوامر بعدم القتال.
وفي تصريح لوزير خارجية البوسنة قال: إن أعمال الولايات المتحدة لا
تكفي، غريب جداً أن تعطينا المساعدات من ناحية، ومن ناحية أخرى تقبل
باستمرار النزف الذي يحصد الأبرياء كل لحظة بل يشير وزير خارجية البوسنة
إلى أن الحصار المفروض على البوسنة ليس من الصرب فقط بل من المجتمع
الدولي، فيقول: (فوجئنا بأن كل العواصم المحيطة والدول المعنية ترفض إفساح
المجال لنا للحصول على السلاح، إننا نستغرب هذا الحصار علينا) .
ونحن نقول لوزير الخارجية: لماذا هذا الاستغراب؟ أليس الشعب الذي
تجري حوله هذه المساومات، وتضرب حوله هذه العراقيل شعباً مسلماً؟ إن تحويل
قضية خطيرة تحتاج إلى حل سريع وحاسم إلى مشكلة جانبية، والتركيز على
الجانب الذي لا يعالج أصل المشكلة ظلم شنيع وتهرب مقصود من المواجهة العلنية
التي تستحقها، وهي الضغط بكافة الوسائل على الصرب المعتدين. ويؤكد هذا
التصرف المريب، تصرف الأمين العام للأمم المتحدة الذي رفض فكرة نزع السلاح
الثقيل من أيدي المتحاربين، وهذا في مصلحة المسلمين لأن السلاح الثقيل بأيدي
الصرب.
إن الشعوب الإسلامية قامت بواجبها تجاه الشعب البوسني، وهذا الذي في
وسعها، وسكتت كل الدول عما يجري ولعل هذه الأحداث تجعل المسلمين في
كوسوفو وألبانيا يدركون ما يدبر لهم ويدرك المسلمون والحركات الإسلامية أن
المعركة طويلة ومستمرة..