قال تعالى: [ومَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ]
أخي القارئ الكريم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تجدون برفقة هذا العدد تقريراً حياً موجزاً
من اللجنة المنتدبة من قبل المنتدى الإسلامي يصور بعض مآسي إخواننا المسلمين
اللاجئين من الصومال نتيجة الحروب الأهلية والجفاف، وهو يناشدكم ويناشد جميع
المسلمين للوقوف مع إخواننا في محنتهم ومد يد العون بما تستطيعون وحث من
تعرفون للمساهمة في تفريج هذه الكربات وقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه
قال: (من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم
القيامة) ، كما أن المنتدى الإسلامي يستقبل صدقاتكم وتبرعاتكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام في المنتدى الإسلامي حفظهم الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..،
فنبعث لكم هذا النداء والمناشدة العاجلة لتبلغوه للمسلمين القادرين على مساعدة
إخوانهم المنكوبين بسبب ما تمر به المنطقة من حروب أهلية ومن جفاف.
أيها الأخوة، إن المأساة التي حلت بالشعب الصومالي المسلم لهي مأساة
عظيمة يعجز اللسان عن وصفها والقلم عن تصويرها ولا ندري من أين نبدأ بالكتابة، هل نبدأ بتصوير الجموع الفقيرة المتناثرة على مرمى البصر تحت شجيرات
صغيرة وضع فوقها قطع من الكرتون لا تقي من وهج الشمس؟ أم نبدأ بالحديث
عن تلك المسغبة التي طرحت النساء والشيوخ والأطفال على الأرض لا يستطيعون
حراكاً حتى كثرت بسببها المقابر؟ أم بماذا نبدأ؟ والله في المستعان.
أيها الأخوة، إن تلك الصحارى التي يتواجد بها أولئك اللاجئون لا توجد فيها
أي من مقومات الحياة الضرورية من غذاء أو ماء أو دواء، ولقد قمنا بزيارة بعض
الأماكن ورأينا - ويا لهول ما رأينا- أطفالاً وكأنهم ليسوا من بني الإنسان لأنهم
عبارة عن هياكل عظمية تكسوها جلود رفيعة ولا يستطيعون أن يتحركوا إلا
بصعوبة بالغة، رأيناهم يبحثون عن الحياة بأجسام فقدت نضارة الحياة ويهربون من
الموت ليواجهوا حياة هي أقسى من الموت أما آباؤهم وأمهاتهم فهم بين الجوع
والبكاء وإليكم - أيها الأخوة - أمثلة يسيرة جداً مما رأينا.
رأينا مثلاً في قرية صوفتو داخل الحدود الأثيوبية عائلة عبارة عن مجموعة
من العظام لا لحم ولا دم خرجوا إلينا من كوخهم يزحفون على الأرض من شدة
الإعياء وانعدام الغذاء، وهذا مشهد واحد من بين مشاهد لا تحصى ورأينا مثلاً من
الأطفال من انتفخت بطونهم بصورة كبيرة ومنهم من تشنجت أطرافهم بل وصل
الحالى أننا رأينا أطفالاً جمعوا من الصفات الآنفة الذكر أن ابيضت شعور رؤوسهم، ولم لا تبيض وهي تواجه هذه الأحوال؟ وقد أخبرنا بعض أهل المنطقة أن هذه
الحالة لم تمر عليهم منذ عشرات السنين، حتى أن هذه الحالة تسببت في هلاك أسر
بكاملها تساقطوا الواحد تلو الآخر في غضون أيام قليلة حتى وصل الأمر في مخيم
دولو أنهم ينتزعون الثياب البالية من ذلك الميت ليستفيد منها غيره ومن ثم يكفنونه
بالقراطيس أو الكراتين، بل ربما أدخلوه عارياً في قبره لعدم وجود الأكفان، هذا
إذا كان أهله يستطيعون حفر قبره فضلاً عن أن يجهزوه لأنهم ليسوا بأحسن حال
منه قبل وفاته، وقد قارب الوفيات يومياً مائتين شخص في هذا الخيم..
أما نقص المياه الصالحة للشرب بل انعدامها فحدث ولا حرج حيث أن الناس
يشربون من مياه ملوثة لا تصلح للبهائم فضلاً عن بني الإنسان، وهذا له أثره في
انتشار كثير من الأمراض، أما الأجسام العارية التي لا تجد ثوباً يسترها فهي من
المشاهد المألوفة لدى الأطفال بل تعدى الأمر إلى بعض البالغين، وباختصار فالحالة
سيئة جداً ونحن نبعث إليكم هذا النداء العاجل لإنقاذ من بقي على قيد الحياة من
هؤلاء لذا نوجز لكم أهم الضرورات وهي كالتالي باختصار:
1- الغذاء العاجل.
2- الدواء.
3- الماء (وذلك بحفر العديد من الآبار السطحية عندهم) .
4- الثياب، بما في ذلك الأكفان.
وأخيراً نسأل الله تعالى أن يوفقكم للوقوف إلى جانب إخوانكم المسلمين وأن
يعينكم على إيصال هذا النداء للمحسنين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حرر في كينيا 25/11/1412هـ، الموافق 26/5/1992 م
لجنة الأنشطة الخارجية في المنتدى الإسلامي