مظاهر الانحراف في
شعر المقاومة الفلسطينية
أحمد بن راشد بن سعيّد
تحفل الصحف العربية بإنتاج مجموعة من الشعراء الفلسطينيين الذين يقدمون
للقارئ العربي على أنهم رواد شعر المقاومة الفلسطينية كما تنتشر دواوينهم في
المكتبات، ويدعون لتقديم الأمسيات الشعرية، وتسبغ عليهم ألفاظ (المناضلين)
و (الثوريين) وغيرها ... ولعل أبرز هؤلاء محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق
زياد ومعين بسيسو [1] .
ومأخذنا على هؤلاء الشعراء إجمالاً هو انفصالهم عن هوية المقاومة،
وتنكرهم لعقيدة الشعب الفلسطيني، والتماسهم حل القضية في مناهج مستوردة
غريبة، وإنكارهم أن يكون الحل موجوداً في إسلام الأمة وتاريخها.. ونسوق
ملاحظاتنا على شكل نقاط فيما يلي:
الجرأة على الذات الإلهية:
وهذه ظاهرة عامة تنتظم شعر المجموعة المذكورة، وباعثها كما تدل القصائد
التضجر من الواقع والضيق بما آلت إليه القضية. يقول محمود درويش في
قصيدته (الموت في الغابة) :
نامي فعين الله نائمة ... عنا وأسراب الشحارير
ويقول في مطولته (مديح الظل العالي) :
(يا خالقي في هذه الساعات من عدم تجلّ..
لعلى لي رباً لأعبده لعلَّ) .
وفي قصيدته (التعاويذ المضادة للطائرات) يقول سميح القاسم:
(كنت طفلاً آنذاك..
علموني أن مجرى الأرض في كف السماء..
علموني أنه سبحانه يحيي ويفني ما يشاء..
دون أن أسأل من كانوا وماذا فعلوا للتعساء..
علموني الدجل والرقص وإذلال النساء..
علموني السحر والإيمان بالأشباح والرقية والتعزيم والخوف إذا جاء المساء.. ...
فرس الخضر كفيل بي وحسبي الفقهاء..
يا أبي المهزوم..
يا أمي الذليلة..
إنني أقذف للشيطان ما أورثتماني من تعاليم القبيلة..
إنني أرفضها تلك الطقوس الهمجية..
إنني أجتثها من جذرها تلك المراسيم الغبية..
إنني أبصق أحقادي وعاري في وجوه الأولياء الصالحين..
إنني أركل قاذورات ذلي وانكساري للتكايا والدراويش وأقزام الكراسي ...
النابحين.. (.
ويستمر الشاعر في استهزائه وغيه فيقول:
(صوبوا كل التعاويذ بوجه الطائرات..
ألبوا الله عليها..
واقذفوها بالوصايا العشر.. والجفر..
وآيات السماء البينات..) .
وفي قصيدة (أبطال الراية) يقول سميح:
(والله نحن نشاؤه بغرورنا..
شيئاً له قسماتنا الشوهاء ترسمه أنانياتنا) ..
إلى آخر ما يقول من عبارات تنضح بالجهل بحقيقة الإسلام وتنبئ عن مرض صاحبها وفساد قلبه..
ومن قصيدة لمعين بسيسو بعنوان (إلى سائحة) يقول فيها:
(وآخر ديك قد صاح ذبحناه..
لم يبق سوى الله..
يعدو كغزال أخضر تتبعه كل كلاب الصيد..
ويتبعه الكذب على فرس شهباء..
سنطارده..
سنصيد له الله) ! !
ويقول في قصيدة (عيون مليكة المراكشية) :
(والله كان يلعب الشطرنج كل ليلة مع الملائكة..) ،
ويقول في قصيدة
(جندياً كان الله وراء متاريس دمشق) :
(كان الله يحمل أكياس الرمل على ظهره..
يرفع بيديه الأحجار..
ويعجن بيديه الاسمنت..
ويقيم متاريس دمشق..
كان الله على شاطئ حيفا يصطاد السمك لأطفال فلسطين..)
والمتتبع لقصائد هذه المجموعة يجد كماً من هذه الأشعار الكفرية التي ساهمت بلا ريب في تضييع القضية وتأخير مسيرة العودة إلى فلسطين [2] . ...
التنكر للتاريخ الإسلامي ورموزه:
وبدلاً من أن يحاول هؤلاء الشعراء أن يبحثوا عن حل لمأساة فلسطين في
سفر التاريخ الإسلامي، نراهم يزدرون هذا التاريخ ويقللون من أهمية رموزه
وأبطاله.. وهذا هو محمود درويش يتمنى كتابة تاريخه وحاضره (بالفأس والمنجل)
فيقول في قصيدة (مغني الدم) :
(ليتني أدفن كل الكلمات الميتة..
ليت لي قوة صمت المقبرة..
يا يداً تعزف يا للعار خمسين وتر..
ليتني أكتب بالمنجل تاريخي..
وبالفأس حياتي..) .
ويقول سميح القاسم متسائلاً في قصيدته حتى الموت:
(وماضيك؟
كتب جمة والتمر والشمس..
وغار الوحي والتكبير والدعوة..
وسيف الله والرومان والفرس..
وباسم الله والثورة..
وما الحاضر؟
ميراث الدم المهدور في الماضي..
ووشم من قلاع المجد عميقاً تحت أنقاضي..
وطاقية إخفاء..
وجن في بساط الريح..
وآلاف العيون الزرق..
والعجمة في لفظي..
وكنز من شروح الفقه والأنساب والوعظ..) .
والغمز والطعن والتهكم بالتاريخ الإسلامي والحاضر المتصل به الآخذ منه
واضح في هذه العبارات، ويزيد ذلك وضوحاً قول سميح في قصيدة (الميلاد) :
(أبي.. لا كتبنا الملقاة تحت نعال هولاكو..
ولا فردوسنا المردود فردوساً إلى أهله..
ولا خيل الصليبيين..
ولا ذكرى صلاح الدين..
ولا جندينا المجهول في حطين..
تشد خطاي للأنقاض في المنفى..) .
وننظر لنرى ماذا يشد خطى سميح للمنفى فإذا هو يقول:
(فمن حبي لأطفالي أشيد مصانعاً كبرى..
وأرتق معطفي البالي وأبني
مسكناً حلوا..
وأخلق جنة خضرا) .
إن بطولات المسلمين وملاحم الجهاد الفذ التي سطروها والعقيدة الصلبة التي
ربتهم وعلّت شأنهم.. كل ذلك لا يحفز للتحرير، ولا يشد الخطى إلى المنفى.. فما
هو البديل إذن؟ وما الذي سيغذ الخطى ويحفز الهمم ويدفع مواكب التحرير إلى
فلسطين؟ إنه في رأي سميح العمل والفلاحة، أي التوجه إلى المستقبل وإهمال
الماضي بكل شموخه وجلاله، وهي الصورة السمجة الشوهاء التي رسمتها
الاشتراكية البائدة.
الافتتان برموز المذاهب الهدامة:
ولأن أصحاب الشعر المقاوم لا يفخرون برموز وأبطال الجهاد الإسلامي ولا
يستلهمون من قصص كفاحهم شعاعاً يضيء طريقهم، فهم يتغنون بأعمال جيفارا
ولينين، ويهتفون لآراء سارتر وغيره من دعاة المذاهب الوثنية..
وهذا سميح القاسم الذي يقول أن ذكرى صلاح الدين لا تثير اعتزازه، وأن
جهاده الصليبيين لا يحرك في نفسه شيئاً، يقول في قصيدة يخاطب فيها الزعيم
الكوبي فيدل كاسترو:
(قدماً.. قدماً في هذا الدرب..
يا حاطم أغلال الشعب..
قدم يا أول شعلة..
في عتمة أمريكا المحتلة..
يا غوث الجزر المنهوبة..
وعزاء الأمة المنكوبة..)
ويوجه قصيدة إلى جان بول سارتر صاحب مذهب الوجودية فيقول:
(أطلقها ناراً في وجه الأعداء..
أطلقها كلمتك الحمراء..
ما دام على الدنيا باستيل..
ما دامت قضبان وسياط ودماء..
يا أنبل قنديل..
في عتمة باريس العمياء..) .
ويقف توفيق زياد أمام ضريح لينين خاشعاً، فينعقد لسانه وتأخذه رهبة
الموقف (! !) لكنه بعد ذلك يصور مشاعره وهو ماثل أمام قبر الطاغوت في هذه
الكلمات:
(كأنني ولدت من جديد..
كل الشموس في يدي وأجمل الورود..
أمامه وقفت خافض الجبين..
ضريحك الذي يعيش في القلوب يا لينين..
أحسست أنني أنا المعذب الشقي..
المعدم الذي نصيبه من الحياة كوخ طين..
أملك كل شيء..
أقوى من الزمان والقضاء..
وأنني أقدر أن أقتحم السماء..
أردت أن أقول كلمتين..
واحترت ماذا يقدر الشقي أن يقول؟ !
وجدت أن الصمت يا معلم الأجيال..
أصدق من كل الذي يمكن أن يقال) .
ونقرأ قصيدة لمعين بسيسو بعنوان (قصيدة فلسطينية إلى لينين) يقول فيها:
(كان لينين فكان الحزب..
يا فرس البحر على الصخرة..
تلد ملائكة الشعب..
موسكو في القلب..) ؟ !
وفي دواوين شعراء المقاومة هؤلاء نطالع كثيراً من هذه القصائد التي تتغنى
بلينين وكاسترو وسارتر وغيرهم من الأصنام التي هوت أو تتهاوى إلى مزبلة
التاريخ.
تبني الاتجاه الماركسي كطريق لإنهاء المأساة:
والقارئ لشعر المقاومة يلمس تأثراً واضحاً بالفكر الماركسي (ومن أسباب ذلك
الاعتقاد بأن الاتحاد السوفييتي البائد كان النصير لحركات التحرر العربية! !)
ومن مظاهر هذا التأثر التهجم على الدين والتاريخ وإطراء الاشتراكية، والتنديد
بهمجية الغرب الرأسمالي وجوره على الطبقة العاملة.. وهذا سميح القاسم يشرح
في قصيدته (عزيزي إيفان) كيف قاسى العذاب وأصابه اليتم والفقر والتشريد، فلم
يلق مساعدة من أحد، ولم يجد في (دور الوعظ والإرشاد) من يحنو عليه، وإذا به
يصحو يوماً على صوت (معلم جوال) أتى من قمة الشرق وانتشله من مجتمع
الذئاب إلى حياة ملؤها الهناء ورغد العيش.. هذا المعلم بالطبع هو رسول
الاشتراكية.. يقول:
(دعوت الأولياء الصالحين فردت الوديان..
إلهك كان يا هذا..
إلهك كان!!
وقهقهت السفوح السود والقمم النحاسية..
إلهك كان..
يا طرح الأناشيد الحماسية..
وعاد إليّ في الصوت..
جبيني الأول العالي..
وقلبي عاد مركبة فضائية..
تخط طريق أجيالي..
وعادت ملء أجفاني المسافات الربيعية..
وغابات المداخن والصنوبر والقراصية..
أجل عادت مع الصوت..
رؤى نسلي الذي أقسمت أن يأتي..
ووجه الأرض مخلوق من البدء..
بصورة سفر تكوين..
يسمى الاشتراكية..) ! !
وفي قصيدة (برلين تستعيد شعرها) يقول سميح:
(ربى الشيوعيون شعرك..
طيبوه ودللوه..
ربوه بالفرح المقدس والمرارة والصمود..
لا كي يجز غدائره..
متحضرون برابرة..
برلين..
لا لن ينسجوا من شعرك المبعوث أغطيه الجنود..
عين الشيوعيين ساهرة..) .
ويقول توفيق زياد في قصيدة (شيوعيون) :
قالوا: شيوعيون. قلت: أجلهم ... حمراً بعزمهم الشعوب تحرر
قالوا شيوعيون: قلت منية ... موقوتة للظالمين تقدر
قالوا: شيوعيون. قلت: أزاهر ... بأريجها هذي الدنا تتعطر..
يا سائلي لا تستب أمورنا ... حتى يظللنا اللواء الأحمر
وفي قصيدة بعنوان (المطر الأول) يقول محمود درويش:
(في رذاذ المطر الناعم كانت شفتاها..
وردة تنمو على جلدي..
وكانت مقلتاها..
أفقاً يمتد من أمسي إلى مستقبلي..
كانت الحلوة لي..
كانت الحلوة تعويضاً عن القبر الذي ضم الها..
وأنا جئت إليها من وميض المنجل..
والأهازيج التي تطلع من لحم أبي ناراً وآها) .
وقد مر بنا كيف أن درويش تمنى كتابة تاريخه وحاضره بالفأس والمنجل
معلناً انهزامه وانسلاخه من عقيدة أمته وماضيها. ويؤكد في قصيدة أخرى افتتانه
بهذا المنجل لا السيف الذي اشتهر به العرب والمسلمون فيقول:
(نعم عرب ولا نخجل..
ونعرف كيف نمسك قبضة المنجل) !
ونطالع في شعر المقاومة كثيراً من الاستعارات والألفاظ التي تنبعث منها
رائحة اليسار مثل (الرفاق) ، (العمال) ، (الثوار) ، (الجياع) ، (الكادحون) ،
(الرجعية) ، (الأممية) وغيرها. ولأن الاشتراكية ذات طرح عالمي، فإن شعراء
المقاومة ربطوا كثيراً بين نضال الشعب الفلسطيني و (نضال) شعوب المعسكر
الاشتراكي (السابق) ، وقرروا أن هدفهم واحد وهو القضاء على (الامبريالية)
والاستغلال والتمييز العنصري.. وتتجلى هذه الفكرة عند سميح القاسم في قصيدته
(لو) إذ يقول:
(لو يصدق الكلام..
وتحمل الريح ولو سلام..
من ثائر في الشرق..
لثائرين يشتلون النور في الظلام..
لثائرين إخوة لا فرق..
في النيل..
في الكونغو..
وفي الفيتنام) .
ونلمس فكرة (العالمية) هذه في قصائد سميح القاسم الذي يخاطب فيها
الشيوعي الإسرائيلي مائير فلنر والزعيم الكوبي فيدل كاسترو وثوار الفيتكونغ
الفيتناميين.. كما نقرأ قصيدة لتوفيق زياد يحيي فيها عمال (مصافي النفط وحقول
السكر في كوبا، وقصيدة أخرى يخاطب فيها ثوار أفريقيا بقوله:
(يا أخوتي المتزنرين على البنادق والحراب..
في قلب أفريقية السوداء..
في خضر الشعاب..
إنا نراها ثورة التحرير تقرع كل باب..) [3] .
الغلو في تقديس الأرض:
وبسبب بعد هؤلاء الشعراء عن العقيدة الإسلامية، وفقدانهم للتصور الإسلامي، فهم (يتطرفون) في تقديس الأرض، ويجعلونها غاية الكفاح ومنتهى القصد.
يقول توفيق زياد معبراً عن هذه النظرة المادية الضيقة:
(آه يا رائحة الأهل،
ويا بيتاً من الطين،
ويا حفنة عشب وتراب..
كم علينا اليوم من أجلكمو،
أن نجرع الموت وألوان العذاب) .
ويقول محمود درويش: (هذه الأرض التي تمتص جلد الشهداء.. فاعبديها
نحن في أحشائها ملح وماء) . ويقول في قصيدة (أهديها غزالاً) : ...
(وفي ليل رمادي رأينا الكوكب الفضي..
ينقط ضوءه العسلي فوق نوافذ البيت..
وقالت وهي حين تقول تدفعني إلى الصمت: تعال غداً لنزرعه مكان
الشوك في الأرض..
أبي من أجلها صلى وصام..
وجاب أرض الهند والإغريق..
إلهاً راكعاً لغبار رجليها..
وجاع لأجلها في البيد..
أجيالاً يشد النوق..
وأقسم تحت عينيها يمين قناعة الخالق بالمخلوق..
فدائي الربيع أنا..
وعبد نعاس عينيها..
وصوفي الحصى والرمل والحجر..
سأعبدهم لتلعب كالملاك..
وظل رجليها على الدنيا..
صلاة الأرض للمطر..) .
وهذه النظرة الأرضية الجاهلية تنتظم شعر المقاومة الذي نحن بصدده.. ولا
نكاد نلحظ في هذا الشعر ذكراً للمسجد الأقصى وغيره من المقدسات الإسلامية في
فلسطين، وهي التي تصل فلسطين بالسماء، وتجعل قضيتها أكبر من مجرد
(حصى ورمل وحجر وغبار) .
وختاماً لا بد أن نشير إلى أن الحديث عن دلائل الانحراف هذه يقصد به
إيضاح المسافة التي تفصل الأمة عن هؤلاء الشعراء، وأنهم خلافاً لما تصوره
الصحافة العربية لا يمثلون همَّ وضمير الشعب الفلسطيني. كما لا يعني هذا الحديث
عدم وجود شعر فلسطيني مقاوم يستلهم معاني الإسلام وتعاليمه، وللدكتور مأمون
فريز جرار كتاب بعنوان (الاتجاه الإسلامي في الشعر الفلسطيني) يرصد إنتاج
الشعراء الفلسطينيين الذين ربطوا فلسطين بإسلامه وتاريخها، وتغنوا بفتوحات
المسلمين وبطولاتهم، وأكدوا أن الجهاد في سبيل الله هو طريق التحرير
والكرامة.. ومن المناسب هنا إيراد هذه الأبيات للأستاذ يوسف العظم، والتي تحكي حال ومقال المسلم الفلسطيني الملتزم بدينه، المؤمن بموعود ربه، المباهي بأصالته وتاريخه:
أهيم براية اليرموك أهوى أخت حطين ...
تفجر طاقاتي لهباً غضوباً من براكين ...
لأنزع حقي المغضوب من أشداق تنين ...
وأرفع راية الأقصى ورب البيت يحميني ...
سلاحي النور في قلبي ورشاشي وسكيني ...
ولكن دون أوهام لجيفارا ولينين ...
ففكر الشرق يتعسني، وفكر الغرب يشقيني ...
أرتل آية الكرسي أتلو ربع ياسين ...
وفي صدري كلام الله يسعدني ويشفيني ...
كفرت بدعوة الإلحاد من صنع الشياطين ...
وأوثان صنعناها من الأوحال والطين ...
وآمنا برب البيت والزيتون والتين ...
ليشمخ شعبنا حراً عزيزاً في فلسطين ...
* * *
مصادر النصوص (عدا أبيات يوسف العظم) :
- ديوان سميح القاسم (بيروت دار العودة، 1973)
- ديوان محمود درويش (بيروت دار العودة؛، 1977)
- محمود دوريش، مديح الظل العالي (بيروت دار العودة، 1984)
- معين بسيسو، الأعمال الشعرية الكاملة (بيروت دار العودة، 1979)
- ديوان توفيق زياد (بيروت دار العودة، 1971)
- ديوان فدوى طوقان (بيروت دار العودة، 1984) .