ماذا وراء تفجير مركز
أهل الحديث في لاهور
أقامت جمعية أهل الحديث حفلاً خطابياً في مركزها في مدينة لاهور -
باكستان- في 23 رجب من هذا العام.
ونجح المجرمون الآثمون في زرع قنبلة في مزهرية جاء بها أحد الجناة قبل
نصف ساعة من وقوع الحادث الأليم، وأعطاها لأحد الحاضرين الذي سلمها للذي
بجانبه حتى وصلت إلى المنصة - هذه رواية رئيس شرطة البنجاب -، وانفجرت
القنبلة الساعة الحادية عشرة ليلاً، فأسفر عن انفجارها استشهاد سبعة وإصابة
حوالي 100 شخص بجروح بينهم عشرة كانت جروحهم خطيرة، وفقد أربعة
سمعهم بسبب شدة الانفجار، وكان من بين القتلى: الشيخ عبد الخالق قدوسي نائب
أمير الجمعية، والشيخ حبيب الرحمن يزداني أحد كبار العلماء، والشاب محمد خان
رئيس جماعة (جنود الشباب لأهل الحديث) - رحمهم الله جميعاً. ...
أما أمير الجمعية الشيخ (إحسان إلهي ظهير) : فأصيب بجروح خطيرة،
ونقل على الفور إلى أحد مستشفيات لاهور، وبعد بضعة أيام تم نقله إلى أحد
المستشفيات في مدينة الرياض غير أن روحه فاضت في 30/ 3/1987 ودفن في
البقيع في المدينة المنورة، رحمه الله رحمة واسعة.
والسؤال الذي يفرض نفسه:
من قتل الشيخ إحسان إلهي ظهير وإخوانه؟ ، ومن هذه الجهة التي استباحت
مركزاً إسلامياً آمناً بمثل هذه الصورة التي وصفها رئيس تحرير صحيفة [جنك]
التي تصدر في لندن في 30 / 3/1987، فقال:
«إن هذا العمل يعتبر الأول من نوعه يتم في اجتماع ديني أو سياسي على
صعيد باكستان» .
وللإجابة على هذا السؤال نقول:
لم تعلن حكومة باكستان عن القتلة، ونحن لا نملك دليلاً أكيداً ... ولكن هناك
قرائن لابد من ذكرها:
إن معظم ما كتبه الشيخ إحسان إلهي ظهير -رحمه الله- كان يدور حول
الباطنيين: عقائدهم، فضائحهم، أقوال كبار علمائهم، وكان يكتب بالعربية
والأردية والفارسية، ولم يقف نشاطه عند التأليف والكتابة بالصحف، وإنما كان
يعقد الندوات، ويجوب المدن متحدثاً عن الباطنيين محذراً من مؤامراتهم ومكائدهم.
ومن جهة أخرى: فالذين كان يهاجمهم وينقدهم يعتقدون بأن أهل السنة
نواصب، وهذا يعني: أنهم كفار مرتدون عن الإسلام، ويجوز قتلهم أفراداً
وجماعات، كما يجوز هدم مساجدهم ومراكزهم.
ومن آخر ما اقترفته أيديهم: عمليات إبادة شملت الفلسطينيين جميعاً في لبنان.
ومن جهة رابعة: فلهم أطماع في العالم الإسلامي بشكل عام، وفي شبه القارة
الهندية بشكل خاص، ولعل هذا من الأسباب التي دعت رئيس شرطة البنجاب إلى
القول: «إن الحادث قد تم بأيد خارجية» [الصحف الباكستانية الصادرة في25/3] .
وربما كان المجرم باكستانياً في الهوية، ولكنه في الحقيقة منهم، ولا يتحرك
إلا إذا أمروه.
وقد أشرنا إلى أطماعهم في باكستان، في العدد الرابع من هذه المجلة
[باكستان أمام التحديات] .
ومن جهة خامسة: كان للشيخ إحسان إلهي ظهيٌر حوارٌ مع أحد قادتهم قبل
الحادث الأليم بيوم واحد، واستمر الحوار حوالي ست ساعات، وشهد الجمهور بأن
إحسان إلهي ظهير قد أقام الحجة على المرجع الباطني..
ومما يضاعف من اتهامنا لهذه الجهة: أن المنتمين إليهم قد أعربوا عن
ابتهاجهم وغبطتهم بنتائج هذا العدوان الأثيم، داخل باكستان وخارجها، في حين
استنكرت الأحزاب الباكستانية الجريمة ونددت بالمجرمين.
ومن المؤسف أننا وجدنا من يقول بأنه كان للفقيد خصوم كُثُر، وأنه لعل
الشيوعيين هم الذين نفذوا الجريمة من أجل زيادة القلاقل والاضطرابات في ... باكستان، أو ربما كان حزب الشعب [بوتو] وراء هذه الجريمة.. الخ.
والذي نقوله: لو كان المجرمون من الشيوعيين أو من حزب الشعب لاختاروا
مركزاً آخر ومنطقة أخرى، فمركز أهل الحديث بقيادة الشيخ إحسان كان من أشد
خصوم الباطنيين، ولم يكن بينهم وبين حزب الشعب ولا غيره مثل هذه العداوة..
ونخشى أن يكون الباطنيون وراء نشر مثل هذه الإشاعات.
ومن الجدير بالذكر: أن قتل الشيخ إحسان إلهي ظهير وإخوانه في مركزهم
الإسلامي جاء بعد قتل الشيخ الدكتور صبحي الصالح بعد أن انتهى من أداء الصلاة
في مسجد من مساجد بيروت.
ومثل هذه الجرائم المتكررة تفرض على علماء ودعاة أهل السنة دراسة هذه
الظاهرة دراسة جادة، ووضع كافة الوسائل التي تمكننا من تفويت الفرصة على
أعدائنا الذين لا يخشون الله، ولا تقف جرائمهم عند حد معين.