عثمان بن محمد الخنين
من الملاحظ أن بعض المثقفين من أهل الخير لا يقبلون على المجلات
الإسلامية في الوقت الذي نجدهم فيه يقبلون على غيرها من المجلات والصحف
بدعوى أنهم يأخذون من تلك الصحف ما يفيد ويدعون ما يضر … وإذا ما ذكرت
عند أحدهم مجلة إسلامية - حيث الفائدة دون الضرر - فإنه يأخذ يعدد أخطاء تلك
المجلة وتقصيرها في أمور معينة. ونقول لهذا الأخ: ولنفرض أنك مصيب فيما
تقول، لكن ألا ترى يا أخي أن الإنسان لا يخلو من العيوب والأخطاء؟ فما بالك
بمجلة يقوم عليها ويساهم فيها مجموعة من الناس وأنا هنا لا أُقر الأخطاء ولكني
أريد أن أؤكد أنه إن كان للمجلات الإسلامية من عيوب فهي قليلة جداً إذا ما قورنت
بعيوب غيرها من الصحف بل لا وجه للمقارنة هنا. وقد يكون ما يُنظر إليها على
أنها أخطاء أو عيوب ما هي إلا الأخذ بأمر اجتهادي أو أمر يقبل اختلاف وجهات
النظر وقد تكون في أمور ثانوية كمسألة الإخراج أو قضية التوزيع..
وإنني هنا أدعو للإقبال على المجلات الإسلامية - أو على بعضها أو إحداها
على الأقل - قراءة وإن أمكن اشتركاً أو مساهمةً فإن في ذلك ثقافة صافية لعقولنا
حيث نجد الموقف الصادق والرؤية الأمينة والتحليل السليم والموضوع المهم ...
كما أن في ذلك أيضاً تشجيعاً ودعماً لتلك المجلات المفيدة وهي الأولى بذلك
من غيرها. ومن المعلوم أنه لا يمكن أن تنجح صحيفة جادة بدون أن يكون لها
قُراءٌ ومتابعون يقفون بجانبها يقدمون الاقتراح الجيد والتوجيه القويم والنقد البناء
والمساهمة التي تضيف إلى الخير خيراً.
وإذا علمنا حجم العقبات التي توضع في وجه المطبوعات الإسلامية،
والتسهيلات التي تمنح لغيرها -على الرغم من أخطاره وعواقبه- أصبح من
الواجب أن يتنادى المسلمون -جماعات وأفراداً- إلى تشجيع كل ما من شأنه
التعريف بالإسلام والدفاع عنه في وجه الإعلام الذي يثير الشبهات ويهدف إلى
تشويه صورة الإسلام بين أبنائه وأعدائه.