منتدى القراء
نايف بن محمد العتيبي
إن مثل من يريد أن يعيش في هدوء وسبات عميقين والكروب تكرب وتقرب
والشدائد تشد حصارها بمحيطه القريب تكاد تجعل النهار ليلاً حزيناً، وتجعل
الشاطئ الدافئ أمواجاً متلاطمة وتجعل الهدوء اكتئاباً ...
إن مثله كمثل من جلس على سكة الحديد واغمض عينيه وأصم أذنيه ويظن
بذلك أنه.. زال الخطر!
والحقيقة معلومة.. والنتيجة محتومة ... إلا أن يشاء الله غير ذلك. ما هذا
السبيل الذي به يتخلص المرء من ما ادلهم من خطوب وما يطرأ من حوادث
جسيمة - أن يغمض عينيه ويصم أذنيه ...
تلك الخطوب والحوادث التي يريدها الأعداء ويكونوا هم سببها المباشر، بل
ويعملون بكل ما أوتوا من وقت وقوة لتحقيق مثلها وأضر ...
إنما السبيل متمثل في أمور من أهمها:
- التقوى والصبر [وإن تَصْبِرُوا وتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً..]
[آل عمران: 120]
- متابعة الأحداث وتحري الأخبار الصادقة وعرضها على ميزان الشريعة
السمحاء
- معرفة الرؤوس الظاهرة [1] والفروع الباطنة [2] ، ومعرفة مواطن
الضعف والتراخي.
- إعلان الحق كاملاً وإظهاره من أول الطريق والتخلي عن الشوائب.
- عدم الرضا بالدون وموقف الذاب المدافع بل الطموح إلى المقام السامي
السائد.
وكل أمر من هذه الأمور له أهميته وفاعليته والإحاطة به مهمة ولا أذكر هذه
الأمور على سبيل الحصر وإنما ما رأيته مهماً.
وإن من تمعن في السبيل وأحاط به، لا يتخلص من الخطوب فحسب، بل
يستطيع أن يعقدها على من أراعه بها، ويحلها مكاناً من عدوه مصيب.
وأعجب لمن لا يعرف ما يدور حوله.. ولا يريد! ! محتجاً بأن ذلك: لا
يزيد في الإيمان.. ويميت القلوب..! ! ويا للأسف ... أن يتوقف أولئك الثلة عند
هذا الحد.. بل يتجاوز الأمر.. وتعدوا إلى الكوكب المضيئة ... إلى الشهب
المحرقة التي تنقض على المردة ... على الشياطين فتدمغهم..
إن تلك الثلة قد تتنحى عن الجادة شيئاً فشيئاً. وهيهات لمن يسير على
الظنون ويريد الوصول! !