مجله البيان (صفحة 1001)

صحة

استنشاق الأجسام الغريبة

د. محمد صايل أهليل

يقصد باستنشاق الأجسام الغريبة دخول جسم غريب بطريق الخطأ إلى

الحنجرة أو المجاري التنفسية السفلى أو ما يصاحبه من أعراض أو مضاعفات.

واستنشاق الأجسام الغريبة مهم من الناحية الطبية وذلك أن حياة الطفل تنتهي

خلال دقائق لا تتجاوز الخمس على الأكثر.

يتعرض الأطفال أكثر من غيرهم لاستنشاق الأجسام الغريبة، وذلك لأنهم

يميلون إلى التعرف على مختلف الأجسام المحيطة بهم عن طريق حسها بالفم

والتعرف عليها بوضعها في أفواههم، ويبدأ احتمال تعرض الطفل لمثل هذه

الحوادث حالما يبدأ بالإمساك بالأشياء المحيطة به ووضعها في فمه. وهذا يبدأ

بالشهر الرابع من العمر فكل ما تصل إليه يده، يضعه في فمه دون تمييز. إن

الأعراض الناجمة عن استنشاق جسم غريب تتفاوت في شدتها من درجة الاختناق

الناجم عن انسداد مجاري التنفس بالجسم الغريب. فقد تصل إلى الوفاة، وأحياناً

تمر دون أن تلاحظ إلا بعد حدوث مضاعفات مستقبلية. وأكثر ما يميز استنشاق

الأجسام الغريبة موجة الاختناق التي تظهر على الطفل بشكل عاصف من سعال

شديد وغصة، وشرقة (Choking) وصعوبة في التنفس، وازرقاق الوجه والجسم

أحياناً.

ولمعرفة كيفية تجنب الأطفال استنشاق الأجسام الغريبة، لا بد وأن نعرف

مصادرها وهي تتلخص فيما يلي:

1- أرض البيت: إن أي جسم صغير ملق في أرض البيت يشكل خطراً على

صحة الطفل الذي يبدأ الحبو أو المشي. وإن الازرار، والسبحات، والخرز وحب

الحمص وحب الفستق والمكسرات والقطع المعدنية والأدوية ... الخ هي من

الأجسام الغريبة السهلة ليد الطفل أن تتناولها بخفة خلال ثوان بعيداً عن عيون

الأهل.

وقد يحدث تناول الجسم خلال ثوان وأثناء وجود الأبوين ولكن دون رؤية

أحدهما للطفل، لذا فإن رفع هذه الأجسام أفضل بكثير من تركها بين يدي الطفل مع

الاعتماد على أن الأب أو الأم يجلس أمام الطفل يراقبه، وحسن الظن أن الطفل

الصغير لا يمكن أن يفعل هذا.

2- ألعاب الأطفال: إن خشخيشة الطفل الكسورة التي تحوي بداخلها عدة

خرزات، وإن عيون لعب الأطفال التي يمكن انتزاعها، وإن أزرار ملابس بعض

اللعب أو الأجزاء الصغيرة الآيلة إلى السقوط منها كالعيون أو الأنف أو البراغي أو

الأسلاك أو الزنبركات هي مصادر خطر على الطفل الذي يلعب بها، إذ أن

سقوطها بفمه أثناء لعبه بها أو تناوله لها بعد سقوطها على الأرض قد يتسبب في

اختناقه.

3- ملابس الطفل: تشكل بعض الأزرار السهلة الانتزاع أو الدبابيس التي

يسهل فكها من قبل الطفل، جسماً غريباً يمكن أن يختنق به.

4- طعام الطفل: يجب أن يتناسب طعام الطفل مع عمره ونمو أسنانه، فقد

يختنق الطفل بطعام يحوي بذوراً كالبطيخ أو العنب، أو لا يستطيع طحنها

كالمكسرات والبندق والفستق أو حشو فم الطفل بالطعام والشراب رغم رفضه لها

وبكائه الشديد، كما أنه يجب عدم ملء فم الطفل بالدواء بنفس الكيفية مع رفضه

وبكائه الشديد..

هناك أمر آخر لا بد من شرحه للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم سن الخامسة،

وهو عدم تقليدهم ما يرونه أحياناً في التلفزيون مثلاً - أعمال وحركات بعض

ممتهني خفة اليد من وضع أجسام غريبة كالمعادن والكرات الصغيرة في أفواههم

ومحاولة ابتلاعها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015