هيهات، ولهذا جاء الخبر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الخمر أم الخبائث (?)».
ومن طريف ما يقال أن امرأة عربية تناولت بعض الشراب في مناسبة غير سعيدة، فلما لعبت برأسها قالت: أيشرب هذا نساؤكم؟ قالوا: نعم. قالت: زنيت ورب الكعبة. ومعنى هذا أنها سترت بشربه عقلها، فكشفت عن بزتها، واسترخت لما يريد الشيطان منها.
ج - ثم تجيء بعد ذلك المحافظة على المال الذي جعله الله سبحانه قياما للناس، كما يقول جل شأنه في كتابه الكريم: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} (?) ويمكن أن نشير في مناسبة الآية الكريمة إلى أن من يتعاطون المخدرات من أعرق الناس في السفه؛ لأنهم ينفقون أموالهم فيما يضر عقولهم وأبدانهم، ويسرفون في ذلك حتى ينتهي بهم تماديهم وإسرافهم إلى الفقر، ويصبحون في أمس الحاجة إلى من ينفق عليهم ويتولى أمرهم، وربما لا يجدون ذلك، وصدق القائل:
دية العقل بدرة فلماذا ... يا خسيسا قد بعثه بحشيشة
فمن الآن فليشعر متعاطي هذه المخدرات أو من يفكر في صحبة متعاطيها أنها جناية على المال، وتعريض به للضياع؛ لأن قليلها يدعو إلى كثيرها والمضغة الواحدة منها طريق إلى التمادي فيها، وإن فيها معصية لله سبحانه بإضاعة المال وحرمان مستحقه من الأهل والعيال، وكيف ترضى شريعة الإسلام ذلك، لا سيما أنها إضاعة تأخذ معها العقل وتسلب الدين.
د- وأما حفظ النسب: فإن مرجعه إلى التوقي من الزنا وحفظ الفرج من غير الزوج الشرعي، وكيف يكون التوقي لمن طار عقله وطاش لبه وضعف دينه وذهب حياؤه؟ على أنه قد نص العلماء كابن تيمية