الحياة الإنسانية تقوم على دعامتين توازن كل منهما الأخرى حتى لا ينحدر الإنسان إلى حضيضها، وينهك قواه في أشيائها، فالحياة الدنيا في جانب: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ} (?).

{قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} (?)، {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} (?) لكن هذه الدنيا في جانب آخر: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} (?)، {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (?). والحقيقة أن كلا من الجانبين يقوم بمثابة الروح التي تبعث الحياة في الجانب الآخر، فكل منهما عندما ينفصل عن الآخر ويصبح بمعزل عنه يغدو باطلا من الأمر وخارجا عن معنى الحياة وحقيقتها (?)، فضلا عن أن فقدان أحد الجانبين لنسبته يزيغ بصيرة الإنسان ويضل خطواته على درب الفعل الحضاري الرشيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015