لله- تعالى-، فإن كان ذلك [لعدم حضوره] (?) في الفكر وبحديث النفس به، فهذا ما لا يجوز إضافته إلى الله- تعالى-، ولا يوصف بغير ما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله. ثم من أين علموا ذاك؟!.

التاسع: أن الله- تعالى- أخبر أنه {قُرْآنٌ مَجِيدٌ} (?) {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} (?) و {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} (?) {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} (?)، ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن [السفر] (?) بالقرآن إلى أرض العدو، والمكتوب في المصاحف والألواح إنما هو اللفظ.

العاشر: أن القرآن كلام الله- تعالى- باتفاقنا (?)، والكلام إنما هو اللفظ المشتمل على الحروف، بدليل قوله تعالى: {آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} (?) {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} (?) وأراد اللفظ دون المعنى؛ لأن الوحي إليهم [تضمن] (?) المعنى، ولزم منه حضور المعنى في قلبه، وقد نفى كونه كلاما.

وكذلك قوله تعالى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا} (?) إلى قوله: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} (?) والحجة مثل الحجة من الآية الأولى.

وقال الله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015