عشرين ألفا وتسعة وستين جنديا، وجرحوا خمسة عشر ألفا وخمسمائة وستة وثلاثين جنديا، وأسروا ألفين وستمائة وتسعة، وانضم إليهم من الجنود أربعة آلاف وسبعمائة وأحد عشر.
هذه الأرقام عن مصادر المجاهدين التي عودت العالم رواية الأخبار كما هي بدون مجازفة.
وهذه النتيجة فوق أنها تبهج نفوس المؤمنين، فإنها تبين مدى ضخامة المعركة، وشراسة القتال، وأنها حرب طاحنة لم تشهد بعض الأقطار التي اشتركت في الحرب العالمية الثانية مثلها.
ولقد أحرز المجاهدون انتصارات عظيمة في الأشهر الأخيرة، رغم تصعيد الروس للمعركة إلى ذروتها، وبعد أن ألقوا ما في جعبتهم من أفتك الأسلحة التي اهتزت لها جبال الأفغان، وصمد أمامها ودحرها - بإذن الله - الرجال الصادقون.
ولقد شد الجهاد الأفغاني إليه أعصاب المؤمنين، ولفت أنظار العالم أجمع، ولا زالت القلوب والعيون مبهورة بما يجري على أرض أفغانستان ويتابع الناس مسلمهم وكافرهم هذا الجهاد، وهم يترقبون نتيجته باهتمام بالغ.
ولقد وقف المسلمون بمشاعرهم الطيبة مع الجهاد الأفغاني، ولكن هذا الشعور لم يتبع بخطى عملية كافية في واقع الأمر. فلم يلقوا بثقلهم في المعركة، وإن ما قدمه بعضهم من مال وما بذله بعضهم من جهد لا يتناسب مع حجم هذا الجهاد ولا مع حجم الأمة الإسلامية وإمكاناتها المتاحة، وليس هناك تناسب بين الحاجات الملحة المفروضة على المسلمين التي يفرضها حجم وثقل المعركة وأثرها في واقع الحياة، وبين ما قدمه المحسنون من أبناء هذه الأمة.
وإن أخوة الإسلام لها حقوق وواجبات، ونصرة المسلمين بعضهم بعضا من الفرائض التي افترضها رب العزة من فوق سبع سماوات فقال سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (?)، وقال سبحانه