يعني بذلك: استسلمت لطاعة من استسلم لطاعته المزن وانقادت له (?).
وجاء تفسير الآية بإخلاص العمل، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذلك قال مقاتل: هي إخلاص العمل وإخلاص الدين والتوحيد، وقيل إخلاص القصد. وقيل: الخضوع والتواضع.
وقد أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام بالإخلاص له والاستسلام والانقياد، فأجاب إلى ذلك قدرا وشرعا {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (?)
وهذه المعاني كلها متقاربة ولا تنافي بينها، وما قد يظهر فيها من خلاف فهو اختلاف تنوع، لا اختلاف تضاد، واختلاف التنوع هذا على نوعين:
أحدهما: أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر، مع اتحاد المسمى.
والثاني: أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع.