وهي الوصية التي كررها يعقوب- عليه السلام- في آخر لحظة من لحظات حياته، والتي كانت شغله الشاغل الذي لم يصرفه عنه الموت وسكراته، واستجاب أبناؤه لهذه الوصية والدعوة فأسلموا كما أسلم أبوهم ومن سبقه {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (?).

وأخبر سبحانه وتعالى عن يوسف عليه السلام، وهو يتجه إلى ريه في تسبيح الشاكر الذاكر في كل دعوته، وهو في أبهة السلطان وفي فرحة تحقيق الأحلام: أن يتوفاه ربه- حين يتوفاه- مسلما، فيتم بذلك عليه نعمه في الآخرة- كما أتمها في الدنيا- وأن يلحقه بالصالحين، وهم إخوانه من النبيين والمرسلين {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} (?).

وقال الله تعالى عن موسى عليه السلام، وقد دعا قومه إلى الإسلام {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} (?).

وفرعون، عندما أدركه الغرق وعاين الموت، أعلن إيمانه واستسلامه، وهو يوقن أن الإسلام هو دعوة موسى عليه السلام {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (?).

وسحرة فرعون، لما رأوا آيات ربهم، وأيقنوا أنهم إليه راجعون، دعوا الله عز وجل أن يتوفاهم مسلمين لله متابعين لموسى في دينه، فقالوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015