العربية للمسلمين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. . .
وهذا ما عبر عنه رحمه الله عندما قال: (يجب على العرب بصفة خاصة أن يتصلوا ببعضهم وأن يتفاهموا وأن يتحابوا ويعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا، ليدرءوا عن أنفسهم وعن مستقبلهم ما يهددهم من أخطار، سواء من الناحية الدينية أو من النواحي السياسية والمذهبية).
ولقد أثبتت التجارب أن الفرقة تجلب الأخطار، وأن وحدة الصف تدرأها. وسوف تسعى حكومتنا بإيمان عميق لتطبيق ما قاله العاهل الراحل: (إن المملكة العربية السعودية تعتبر نفسها سندا لكل عربي، في خدمة كل عربي تهدف إلى التعاون وإلى التضامن وإلى الإخاء).
ومن خلال هاتين الركيزتين التضامن الإسلامي ووحدة الصف العربي تنطلق جهود المملكة لإعادة الحقوق المسلوبة لشعب فلسطين واستعادة الأراضي العربية المحتلة، تجند كل طاقتها المادية والبشرية لإعادة الحق المغصوب، وتعتمد في ذلك بعد الله على عدالة قضيتنا وإيمان الشعب السعودي بها، الذي قال الفيصل -رحمه الله - يخاطبه: (حينما أعمل وأصرح وأتكلم فإنما أعتمد بعد الله عليكم. . ولتخليص فلسطين لن تكونوا في المؤخرة بل في المقدمة).
وحل قضية فلسطين يبدأ من نقطة جوهرية وأساسية هي تخليص القدس العربية المسلمة من براثن الصهيونية وعودتها كما كانت ترفرف عليها راية الإيمان. . ولئن رحل زعيمنا قبل أن يؤدي الصلاة في أولى القبلتين فسوف يؤديها عنه كل أفراد شعبه، وكل المؤمنين، تنطلق من هناك دعواتهم له بالرحمة والرضوان.
وكما تميزت المملكة العربية السعودية بإسلامها وعروبتها وتحملت مسئوليتها كاملة غير منقوصة، فإنها تتميز أيضا بمخزونها البترولي الكبير الذي حملها نحو شعوب العالم مسئولية خاصة تقدر حكومتنا أبعادها ومداها. ولذلك قامت بدور إيجابي في التعبير عن إحساسها بتلك المسئولية، وستعمل جاهدة على تنفيذ سياسة الراحل العظيم لكي لا تطغى الأنانية على مصالح الشعوب، وليحل التفاهم محل المجابهة، وليسود العالم عهد من الرخاء الاقتصادي تسهم فيه المملكة بدلوها وتنال منه حقها. . وهي تؤيد في هذا الصدد روح ونص البيان الصادر من مؤتمر القمة الأول للدول الأعضاء في أوبك.
وحكومتنا لا تقتصر علاقاتها الدولية على الدول الإسلامية والعربية، بل تمدها إلى كل الشعوب والدول المؤمنة بالله المؤمنة بمبادئ الحق والعدل، ونقول للجميع ما قاله الزعيم الراحل: (نريد عالما تسوده الحرية، يسوده السلام، يسوده التعاون، وتسوده المحبة). . وما قامت به حكومتنا في الماضي وما قد تقوم به في المستقبل دفاعا عن حقوقها وحقوق الأمة العربية والإسلامية مستخدمة كل إمكانياتها، لا يتناقص مع دعوتها للسلام والمحبة، وإنما هو كما قال الفيصل الراحل -رحمه الله -: (إننا لا نقصد بأن نكون معتدين ولا نقصد بأن نغمط حق أي فرد أو جماعة، ولكننا في نفس الوقت لن نقبل ولن نرضى بأن نكون هدفا للاعتداء؛ لأن الرغبة في السلم والرغبة في الإصلاح ليس معناها الخور).
هذه هي أهم أركان سياسة جلالة الملك الراحل تتعهد حكومتنا أمام الله بالاستمرار فيها، وتلتزم أمام الشعب السعودي بتطبيقها وتنفيذها طالبة في ذلك العون من الله ثم التأييد من كل أفراد شعبها المخلص الأمين مادة يدها تطلب التعاون مع شعوب العالم قاطبة مسالمة من يسالمها مدافعة عن نفسها ضد الاعتداء والمبادئ الهدامة. . سائلة الله أن يحمينا من الدمار والإلحاد وأن ينعم علينا بالرخاء والاستقرار.