فيا أيها المسلمون استجيبوا لنداء ربكم، وابذلوا من أموالكم في سبيله، واشكروا نعم الله عليكم بأداء حقها، ومن حقها إنقاذ الأنفس المؤمنة وهو حق لو تعلمون عظيم؛ فقد روى جرير بن عبد الله رضي الله عنه واقعة حدثت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تهيب بالمسلم إلى المبادرة لمواساة إخوانه الفقراء ورحمتهم حيث قال رضي الله عنه: «كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء قوم حفاة عراة مجتابي النهار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالا فأذن وأقام، فصلى ثم خطب فقال: إلى آخر الآية، والآية التي في آخر الحشر: تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمرة، حتى قالت: ولو بشق تمرة، فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت تم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجرمن عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء (?)» رواه مسلم.

وأنتم أيها المسلمون قد رأيتم بأعينكم، وقرأتم بأنفسكم ما يقال عن هذه المحنة القاسية والمجاعة الأليمة التي تتعرض لها أنفس من إخوانكم المسلمين في أفريقيا، فتصدقوا عليهما مما أفاء الله عليكم أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم في حبه للخير، ودعوته للصدقة، وإنفاقه في سبيل الله، وأسوة بأصحابه رضي الله عنهما في مسارعتهم للإنفاق في وجوه الخير، ففي كل نفس رطبة صدقة ولا يحقرن أحدكم ما يبذل في نفع إخوانه من نقد أو متاع أو طعام، وذلك بما تبذلونه وتنفقونه في سبيل الله لمواساة إخوانكم والإحسان إليهم وإغنائهم عن عدوهم المتربص بهما الدوائر.

واعلموا أن الصدقة تدفع ميتة السوء وتذهب البلاء، وتطفئ الخطيئة، كما روي ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015