المسلمين، وزخرفوا الزوايا الدينية. كل هذا من أجل إرضاء المسلمين، وخوفا من ثوراتهم، التي قد تؤدي إلى إعلان الجهاد ضدها. وبذلك انتصر الإسلام على المنتصرين بالسلاح. ففي ظل الحكم الفرنسي لأفريقيا الغربية اعتنق شعب البامبارا الدين الإسلامي بعد مقاومته له لقرون عديدة قبل مجيء الفرنسيين.
كما ساعدت عملية هجرة الوثنيين إلى القرى الإسلامية النشطة على تقبلهم الإسلام في مجتمع المدينة الجديد، الذي يحتاج المرء فيه إلى ديانة قوية وعملية مثل الإسلام؛ لأن عقيدة الأفريقي الوثنية كانت ترتبط بموطنه وبالساحر الكاهن الذي يتحكم في قبيلته، أما في المدن الجديدة فقد أصبح الوثني متحررا من سلطة وهيمنة ساحر القبيلة. كما أن دخوله في المسيحية كان يتطلب طقوسا دينية، لم يستسغها، في حين أن الإسلام كان يفتح ذراعيه لكل من يريد الدخول فيه، وأيضا كان للتنقل الترحالي الموسمي بحثا عن العمل، أثر كبير في انتشار الإسلام في غرب أفريقيا، والمثل على ذلك نجده في قبائل الموسى Mussi، التي دخلت الإسلام من خلال هجرة أبنائها الموسمية للعمل، يسافرون وثنيين ويعودون مسلمين ليدعوا من يعولونهم إلى الدخول في الإسلام. فعندما يسافر الوثني مجموعة من العمال الموسميين، بهم مجموعة كبيرة من المسلمين، أو يقودهم رئيس مسلم، يبدأ في معرفة بعض مظاهر العقيدة، التي كانت تعطي لصاحبها قوة معنوية كبيرة، تساعده في الدفاع عن نفسه ورفع رأسه. كما أن التجمع الإسلامي والتعاون والتراحم بين المسلمين، وعدم اختلاطهم بالوثنيين في الطعام أو السكنى " حث المهاجر الوثني الغريب في المجموعة، أن يكسر عزلته الاجتماعية والنفسية، فيشهر في الطريق إسلامه، لينضم إلى الجماعة الإسلامية المتعاونة، وعندما يعود لقريته يشرع في دعوة الذين يعرفهم للدخول في دين الله.
ولما بدأت فرنسا في تجنيد أبناء غرب أفريقيا منذ الحرب العالمية الأولى، عينت أئمة لهم في الجيش يعظونهم ويؤمون بهم الصلوات الخمس كل يوم، مما ساعد الوثني المجند في الجيش على معرفة قدر عن الإسلام كاف للدخول فيه. كما أن أئمة الجيش كانوا نشطين في التبشير أين ما ذهبوا فني عام 1928 عندما عسكرت فرقة " الاستطلاع السنغالية " Senegalais Tirailleurs في فريجيس FreJus في فرنسا. قام الجنود السنغال بناء على أوامر قائدهم، ببناء مسجد لهم، صمم على نسق المسجد الكبير في