إلى جعفر؛ لأن خالتها أسماء بنت عميس كانت عند جعفر (?)، وكانت عند حمزة أختها سلمى بنت عميس (?).
كان من السابقين إلى الإسلام، فأعز الله به المسلمين والإسلام (?) ولم يقف موقفا سلبيا بعد إسلامه، بل وقف موقفا إيجابيا مدافعا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن المسلمين كافة، وبقي موقفه إيجابيا حتى استشهد في غزوة أحد، فقدم روحه هدية للمصلحة العامة للمسلمين، فربح نفسه وخسره المسلمون.
وكان الحافز لإسلامه، حميته على ابن أخيه الذي آذاه أبو جهل واضطهده وأهانه لا لشيء إلا أن يقول: ربي الله، فتحدى قريشا بإسلامه، وانتقم من أبي جهل (?) علنا. ولكن يبدو أن جذور الإيمان في نفس حمزة كانت عميقة، فقد كان عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان مقاربا له في السن، يعرفه حق المعرفة، لأنه مطلع على أدق تفاصيل أحواله إنسانا ونبيا، فهو واثق بالنبي صلى الله عليه وسلم ثقة بغير حدود، فكان إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم الحافز الذي فجر إيمان حمزة، فأعلن إسلامه على ملأ من قريش.
لقد كان حمزة أعز قريش وأشدهم شكيمة (?) فكان إسلامه عزا للمسلمين، فقوي الإسلام به (?)، وصدق حسان بن ثابت إذ قال في رثائه:
كنا نرى حمزة حرزا لنا ... في كل أمر نابنا نازل
كما صدق كعب بن مالك، إذ قال في رثائه أيضا:
أصيب المسلمون به جميعا ... هناك وقد أصيب به الرسول
ولكن القول بأن حمزة خسره المسلمون لشجاعته الفذة وبطولته النادرة دفاعا عن الإسلام والمسلمين على صواب هذا القول وصدقه، إلا أنه لا يغني عن كل قول.