لا يجوز أن تكون ترجمة القرآن خاضعة للأهواء وللإرادات الفردية ذات الأهداف المتعددة، وذلك لأن الترجمة التي لا تتوفر فيها شروط الصحة تسهم في تشويه صورة القرآن، وتقدمه إلى الناس مشوه المعالم، ركيك العبارة، جامد التعبير، لا يثير في النفس ما يثيره القرآن الكريم المعجز من آثار، ولا يترك لدى القارئ ما يتركه لدى قارئه في اللغة العربية من إعجاب.
وإن المؤسسات الإسلامية المختصة بالدفاع عن مقدسات الإسلام والغيورة على كل ما يتعلق بكتاب الله تعالى، مدعوة اليوم للتصدي للمحاولات الفردية العابثة التي استهدفت ترجمة القرآن، وأساءت للقرآن بتلك الترجمة.
وأعتقد أن من الضروري أن تتوفر فيمن يتصدى لترجمة القرآن الشروط التالية:
1 - أن يكون المترجم عربي اللسان، نشأة وتكوينا، لكي يكون قادرا - بفطرته - على فهم ما يشير إليه القرآن من دلالات، ومثل هذا الفهم العميق لا يمكن أن يدركه إلا