أن الأول قد سيق له النص بشكل مقصود، بخلاف دلالة الإشارة فإنه غير مقصود، ولكنه لازم للحكم، ويحتاج في استنباطه لقدر من التأمل. .
لهذه الاعتبارات جميعا فإنني أعتقد أن ترجمة القرآن مستحيلة من الناحية الواقعية، وغير جائزة من الناحية الشرعية، وذلك للأسباب التالية:
أولا: استحالة اشتمال الترجمة على جميع الدلالات اللغوية والشرعية المرادة من النص القرآني، وتلك الدلالات تعتبر من أهم ما يستهدفه النص القرآني في مجال التشريع. .
ثانيا: استحالة تعبير الترجمة على أي قدر ولو يسير من جوانب الإعجاز البياني للقرآن الكريم، سواء تمثلت في صورة بلاغية، أو سلامة النظم القرآني، أو في الحركة اللغوية العامة التي تجري في تركيب المفردات والجمل. .
ثالثا: عدم جواز إطلاق كلمة "قرآن" على أية ترجمة للقرآن، وعدم صحة إطلاق "ترجمة القرآن"، وإنما هي ترجمة تفسيرية لبعض ما يفهمه المترجم من معاني القرآن. .