السراء والضراء، يتضرعون إليه ليحفظ لهم دينهم، وأنفسهم، وأموالهم وعقولهم، ونسلهم وأعراضهم، وعلى المكلف أن يكون قصده في ذلك موافقًا لقصد الشارع.

-بتتبع الأدعية المأثورة تبين لي أن لها علاقة واضحة بحفظ مقاصد الشريعة، وقد ذكرت أمثلة تبين هذه العلاقة، وأطلت النفَس في بيان علاقة هذه الأدعية بمقصد حفظ الدين بشكل خاص مع التمثيل لذلك. وفي ذلك تأكيد لما يذكره العلماء من أن تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق، وقد كان هناك تركيز على نوع من هذه التكاليف لم يتعرض له أولئك العلماء عند تأصيلهم لمقاصد الشريعة، ولم ترد له أمثلة في كتبهم، مع قوة علاقته بحفظ مقاصد الشريعة، كما تبين من هذا البحث.

-حافظت الشريعة على الدين من جانب الوجود، وذلك بحفظ ما يقيم أركانه ويثبت قواعده من خلال شعيرة الدعاء المأثور، وذلك بسؤال الله تعالى الهداية إلى الإيمان والدين الصحيح، والاستقامة عليه، والدعوة إليه، وحمده تعالى على ذلك، والخضوع إليه سبحانه بأن يوفق الداعي إلى طاعته وأن يتقبلها منه، وأن يسخر له وسائل طلب العلم الشرعي الذي يكون سبيلاً للهداية إلى الدين، ثم سؤال الله الجنة وما يقرب إليها من قول أو عمل.

-كما حافظت الشريعة على الدين من جانب العدم، وذلك بدرء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015