الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فمن خلال التطواف بين مباحث هذا البحث ومسائله حددنا المراد بالأدعية المأثورة وحصرناها في الأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية التي يحتج بها؛ إذ هما مصدرا التشريع، وأشرت إلى أهمية الأدعية المأثورة؛ وأيدت ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها أهله وأصحابه رضي الله عنهم، وعلّمها أصحابه لمن بعدهم، واعتنى بها العلماء قديمًا وحديثًا، وألفوا فيها المؤلفات الكثيرة، ثم بينت أن المراد بمقاصد الشريعة: ما راعاه الشارع في التشريع عمومًا وخصوصًا من مصالح العباد، وما يفضي إليها مما يجلب لهم نفعًا أو يدفع عنهم ضررًا؛ وهي تنقسم باعتبار المصالح التي جاءت بالمحافظة عليها إلى ضروريات وحاجيات وتحسينيات، وقد جاءت الشريعة بحفظها من جانب الوجود، وذلك بحفظ ما يقيم أركانها ويثبت قواعدها، ومن جانب العدم، بدرء أسباب الاختلال الواقع أو المتوقع فيها.
والآن نختم بأهم النتائج التي توصل إليها هذا البحث، وهي:
-بالأدعية المأثورة ييسر الله للعباد مصالحهم في العاجل والآجل، فهم مفتقرون إلى ربهم، ومحتاجون إلى الاطراح بين يديه كل حين، في