زوال الدنيا بأسرها أهون عند الله من قتل مسلم بغير حق، ونعوذ بالله من الشر والبلاء، فقتل النفوس مصيبة، وحفظ الدماء واجب، دماء المسلمين ودماء المعصومين، ودماء المعاهدين، ودماء المؤتمنين، كل هذه يجب مراعاتها وحفظها، والعناية بها: «فمن قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة» (?)؛ لأن المعاهد والمستأمن، من له عهد أو ذمة أو دخل بأمان، يجب أن نحترم دمه وأن نحفظ عليه ذلك، قال جل وعلا: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ}.

والمسلمون أوفياء بالعهود، ولذلك قال الله في سورة الأنفال: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}، فاحترام النفوس من أعظم الواجبات، أن تحترم النفس وتدعها تعيش بأجلها المكتوب لها، وإن الإقدام على قتل النفوس إنما هو من المصائب، فقد أجرى الله سنته في القاتلين أنهم في قلق في حياتهم، وشقاء في حياتهم، وأن مآلهم النار، والعياذ بالله، حتى إن من العلماء من لا يرى توبة القاتل، وأنه قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015