ربنا وشفعاء لنا عند ربنا، يرفعون لله حاجاتنا وضرورياتنا، نتوسل بهم إلى ربنا، هذا هو الشرك العظيم؛ لأن القلب التفت لغير الله، وتأله غير الله، وقصد غير الله، وكان رقيقًا عبدًا لتلك المعبودات، والإسلام جاء ليحرر العقول من هذه الخرافات، ويقيم الدين كله لله، ويخبرهم أن الملائكة والأنبياء ليس لهم حق في العبادة، ليس لهم حظّ في جانب العبادة، إنما الأنبياء دعاة إلى الله وإلى دينه، وأما العبادة فإنها لمستحقها وهو الرب جل وعلا، المشركون عبدوا تلك الأصنام والأوثان ما بين أشجار وأحجار وما بين أموات وغائبين، وما بين جن وشياطين، يقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، ويقول سبحانه: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}.
المشركون عبدوا غير الله، وتعلقت قلوبهم بهذه المألوهات التي ألهوها، وبهذه الأشجار والأصنام والأوثان التي عبدوها، فجاءت