أخبر الله عنهم في كتابه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}، فالرسل جميعهم دعوتهم واحدة اتفقوا عليها كلهم أن كل واحد منهم يقول {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، أخلصوا لله العبادة، فما لكم إله غير الله تدعونه، ومالكم من إله غير الله ترجونه، ومالكم من إله غير الله تعلّقون به آمالكم ورجاءكم؛ لأن كل هذه المخلوقات أمثالكم، كما قال جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وكل المعبودات مخلوقات، لا يجوز أن يعطى شيء من حقوق الله جل وعلا لغيره من المخلوقات، فالأنبياء والمرسلون إنما جاؤوا ليقولوا للخلق: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} هكذا دعوة الرسل جميعًا، يدعون إلى توحيد الله، إلى إخلاص الدين لله، المشركون ما كانوا يقولون إن أصنامهم تخلق أو ترزق أو تدبر أمر من دعاها، ولكنهم يقولون عن هذه المعبودات: وسائط بيننا وبين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015