لا شك أن هذا يرجع إلى حسن المعاملة مع الأسرى والسجناء، وهو ما لم يكن معهودا في ثقافة تلك الأزمان، وكذا لِمَا رأى من حسن خلق هذا النبي معه ومع أصحابه صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي بدد الشبه والأكاذيب التي كانت تُثار على الإسلام عند قبائل العرب.
يروي أهل السير أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى ثمامة قال لأصحابه: «هذا ثمامة بن أثال الحنفي، أحسنوا إساره. ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فقال: اجمعوا ما كان عندكم من طعام فابعثوا به إليه، وأمر بلقحته [ناقة ذات لبن] أن يُغدى عليه بها ويراح» (?) أي يشرب صباحا ومساء.
وأحكام الأسرى في الإسلام جاءت بالتفصيل، ويمكن إيجازها لضيق المقام كالتالي (?)
أ - لو أنَّ المسلمين أخذوا أسرى من أهل الحرب فأرادوا قتلهم، فقال رجلٌ منهم: أنا مسلمٌ، فلا يقتل حتّى يسألوه عن الإسلام، فإن وصفه لهم فهو مسلمٌ، وإن أبى أن يصفه؛ فإنّه ينبغي