ما خلق له، فإذا قيل: لم يرد إلا المؤمنين كان هذا مناقضًا لسياق السورة وصار كالعذر لمن لا يعبده ممن ذمه الله ووبخه، وغايته أن يقول: أنت لم تخلقني لعبادتك وطاعتك، ولو خلقتني لها لكنت عابدًا وإنما خلقت هؤلاء فقط لعبادتك، وأنا خلقتني لأكفر بك وأشرك بك وقد فعلت ما خلقتني له كما فعل أولئك المؤمنون ما خلقتهم له، قال رحمه الله: "فهذا وأمثاله مما يلزم أصحاب هذا القول، وكلام الله منزه عن هذا"
فجميع هذه الأقوال الستة غلط، ومنشأ الغلط في حمل الفعل (يعبدون) على الوقوع، ثم من حمل العبادة على العبادة الشرعية عبادة الطاعة والامتثال جعل الآية خاصة بالمؤمنين؛ لأنهم هم الذين وقعت منهم عبادة الطاعة دون سواهم، أو جعلها عامة واعتبر توحيد الكفار حال الشدة هو العبادة الواقعة منهم، أو اعتبر إقرارهم بالربوبية هو العبادة الواقعة منهم، ولكن لا تنفعهم. ومن حمل العبادة على العبادة العامة عبادة القهر والخضوع، جعل الآية عامة؛ لأن هذه العبودية العامة واقعة من العموم، وكذا من حمل العبادة على المعرفة.
والصواب ما قدمناه من أن المراد بالعبادة العبادة الشرعية عبادة