القول الخامس: أن المعنى: إلا ليعرفون، وهو مروي عن مجاهد (?) وابن جريج (?) وقتادة (?) قال البغوي: "وهذا أحسن؛ لأنه لو لم يخلقهم لم يعرف وجوده وتوحيده، دليله قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} " (?) قال ابن تيمية في هذا القول: "هذا المعنى صحيح، وكونه إنما عرف بخلقهم يقتضي أن خلقهم شرط في معرفتهم، لا يقتضي أن يكون ما حصل لهم من المعرفة هو الغاية التي خلقوا لها، وهذا من جنس قول السدي، فإن هذا الإقرار العام هم مشركون (?) فيه، كما قال: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ} لكن ليس هذا هو العبادة" (?) وقال الألوسي: "وتعقب بأن المعرفة الصحيحة لم تتحقق في كل بل بعض قد أنكر وجوده عز وجل كالطبيعيين اليوم" (?)
وقد وجَّه أبو السعود هذ القول توجيهًا لطيفًا، فجعل المراد بالمعرفة